الأحد 6 اكتوبر 2024

كيف اخترقت إسرائيل حزب الله؟.. تفاصيل جديدة عن هجوم البيجر

اختراق حزب الله

تحقيقات6-10-2024 | 15:38

محمود غانم

في واقعة غير مسبوقة، وجهت إسرائيل إلى حزب الله اللبناني سلسلة من الضربات المباغتة من حيث لا يدري، وكان بدايتها بتفجير أجهزة الاتصالات اللا سلكية بأيدي من يحملنها، انتهاءً إلى اغتيال كوادره واحد تلو الآخر، بما في ذلك أمينه العام حسن نصر الله، ما يعكس اختراقًا أمنيًا كبير.

وعلى ما يبدو، أن إسرائيل في صدد التنصت على حزب الله منذ نحو 9 أعوام، وذلك بواسطة إدخال أجهزة الاتصالات اللاسلكية، إلى لبنان منذ عام 2015، حسبما أشارت إليه صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

اختراق حزب الله

 أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، بأن الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية خططت لعملية تفجير أجهزة النداء الخاصة بحزب الله عام 2022.

وفي الـ17 من الشهر الماضي، انفجرت آلاف من أجهزة الاتصالات اللاسلكية في أيدي من يحملونها، قبل أن يلحقها انفجارات أخرى في اليوم التالي، ما خلف نحو 37 قتيلًا، فضلًا عن إصابة نحو 3000 آلاف آخرين.

ووفق ما أوردت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين، فإن أجهزة النداء التابعة لحزب الله صنعت في إسرائيل وتحت إشراف الموساد، بينما أخفيت المتفجرات بشكل دقيق، لتفادي رصدها حتى لو فككت.

وأشارت إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية بدأت في إدخال أجهزة الاتصال اللاسلكي المفخخة إلى لبنان منذ عام 2015، موضحة أن الإسرائيليين تنصتوا على اتصالات حزب الله عبر أجهزة اللاسلكي لمدة تسع سنوات، واحتفظوا بخيار تحويلها إلى قنابل.

وعلى الصعيد الرسمي، أنكرت إسرائيل مسؤوليتها حيال تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية،  على الرغم من أن العديد من المصادر أكدت أنها تقف وراء تلك الهجمات، بما في ذلك الصحافة العبرية، التي أكدت أن ذلك جاء في إطار سلسلة من المشاورات الأمنية أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع عدد من كبار الوزراء ورؤساء المؤسسة الأمنية وأجهزة المخابرات، هذا بالإضافة إلى أن مراقبين أكدوا أن لغة الجسد لرئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريح مقتضب عقب الحادثة بخصوص عودة سكان الشمال توحي بأن بلاده ضالعة في تفجيرات لبنان.

ويتقارب ما نشرته "واشنطن بوست" مع ما أوردته شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية وصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في وقت سابق، عن مصدر استخباراتي أمريكي، حيث ذكر أن إسرائيل كان لها يد في تصنيع أجهزة الاتصالات اللاسلكية "البيجر" التي انفجرت في أعضاء من حزب الله، موضحًا أن التخطيط الإسرائيلي لهذا النوع من الاختراق لسلسلة التوريد استمر نحو 15 عامًا.

وأشار المصدر إلى أن مخطط إسرائيل شمل شركات وهمية وواجهة من ضباط المخابرات الإسرائيلية لإنتاج أجهزة النداء، لافتًا إلى أن بعض أولئك الذين شاركوا في العمل لا يدركون مع من يعملون لصالحه في الواقع.