تميز مصر بوجود عدد كبير من المساجد الأثرية والتاريخية في كل أنحاء البلاد، فتعرف القاهرة بأنها مدينة الألف مئذنة، ولا عجب في ذلك، إذ عُرفت على مر العصور المختلفة بكثرة مساجدها ومآذنها، ومن بين هذه المساجد التاريخية مسجد سليمان باشا الخادم ويعرف باسم جامع سارية الجبل، ويعد مسجد بني على طراز معماري فريد.
وفي السطور التالية تقدم بوابة "دار الهلال" أبرز المعلومات عن المسجد الذي بُني في عام 1528م، أي منذ ما يزيد عن 4 قرون.
وفقًا لوزارة السياحة والآثار فإن المسجد عرف نسبة إلى مؤسسه "سليمان باشا الخادم" والي مصر في عهد السلطان سليمان القانوني. تم بناء الجامع على أنقاض مسجد يعود للعصر الفاطمي بالقلعة عام 935هـ/ 1528م.
يعد جامع سارية الجبل أول نموذج مبني على الطراز العثماني، حيث يحيط به سور ويصعد إليه عن طريق سلم من ناحيتين وتنتهي مئذنته بقمة مخروطية مدببة على هيئة القلم الرصاص، ويؤدي المدخل إلى صحن أوسط مكشوف يتقدمه بيت للصلاة.
يتكون بيت الصلاة من مساحة مربعة مغطاه بقبة مركزية، يحيط بها ثلاثة إيوانات مغطاة بأنصاف قباب حجرية.
يتميز منبر الجامع الرخامي بزخارف نباتية وهندسية رائعة، ودكة مبلغ. أما الحرم بالجهة الشمالية الغربية لبيت الصلاة، يتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربع ظلات غطيت بقباب ضحلة، وبالحرم مزولة (ساعة شمسية).
يوجد بالرواق الشمالي الغربي قبة ضريحيه دُفن بها "أبي منصور قسطة" مؤسس المسجد الفاطمي القديم، بالإضافة إلى عدة تراكيب رخامية وشواهد قبور لشخصيات بارزة من العصر العثماني.
توالت الإضافات على الجامع في عهد محمد علي باشا حيث أضاف السقيفة التي تتقدم المدخل الغربي، كما قام الملك فاروق الأول (1939 – 1952م) بترميمات داخل المسجد، وقامت لجنة حفظ الآثار العربية الجامع بترميمه عام 1891م دون المساس بمعالمه الأصلية.
افتتح أحمد عيسى وزير السياحة والآثار السابق، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة السابق، في 16 سبتمبر 2023، جامع سليمان باشا الخادم بقلعة صلاح الدين الأيوبي والمعروف باسم سارية الجبل، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميمه.