تتميز مصر بوجود عدد كبير من المساجد الأثرية والتاريخية في كل أنحاء البلاد، فتعرف القاهرة بأنها مدينة الألف مئذنة، ولا عجب في ذلك، إذ عُرفت على مر العصور المختلفة بكثرة مساجدها ومآذنها، ومن بين هذه المساجد التاريخية مسجد السلطان برقوق أحد العمائر التاريخية والأثرية المهمة في القاهرة.

وفي السطور التالية تقدم بوابة "دار الهلال" جانب من تاريخ المسجد.

 يعد مسجد السلطان فرج بن برقوق أحد العمائر التاريخية والأثرية المهمة في القاهرة، وهو يقع  بمنطقة النحاسين بالجمالية في شارع المعز لدين الله، كما أنه أول منشأة معمارية تبنى في دولة المماليك الجراكسة، يعود تاريخ بنائة إلى عام 1286م.

ويضم المسجد مجموعة ملحقات فهو ليس مكان للصلاة فحسب، بل يوجد به أيضا خانقاه لإقامة الصوفية، ومدرسة لتلقي العلوم وحفظ القرآن، بالإضافة إلى مدفن وضريح  للسلطان الظاهر برقوق وأفراد أسرته.

كما تتضمن كذلك سبيلين في الواجهة الرئيسية، وأهم ما يميز المجموعة القبتين والمئذنتين، وتعد كل منهما من أبرز القباب والمآذن المملوكية في مصر.

وقد قسم إيوان القبلة بمسجد السلطان برقوق إلى ثلاثة أقسام وغطى القسم الأوسط منها بسقف مستوٍ حلى بنقوش مذهبة، وتم فصله عن القسمين الجانبيين بصفين من الأعمدة الضخمة، كما كسيت جدران إيوان القبلة بوزرة من الرخام الملون يتوسطها محراب من الرخام الدقيق المطعم بفصوص من الصدف كما فرش أرضيته بالرخام الملون برسومات متناسبة.

ويتوسط صحن المسجد "فسقية"، تعلوها قبة محمولة على أعمدة رخامية مكتوب بالطراز والتي يقال فيها أنها جددت سنة 1892ميلادية.

وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بمجهود كبير لإعادة هذا الأثر لسابق عهده في سنة 1940م.