يعد مسجد قجماس الإسحاقي الشهير بـ"جامع أبوحريبة" من المساجد الأثرية الهامة في مصر التي أنشئت في عصر قايتباى في دولة المماليك البرجية، ويقع في شارع الدرب الأحمر بالقرب من باب زويلة وسط القاهرة، وقد أنشأه الأمير المملوكي الجركسي قجماس الإسحاقي الظاهري، ما بين عامي 1480م و1481م، أي منذ ما يزيد عن خمس قرون.
يتميز مسجد قجماس الإسحاقي بإنشائه على قطعتين من الأرض بينهما شارع، ويربط بينهما ساباط (قنطرة أو كوبري)، وهو من المساجد المعلقة.
تخطيط المسجد
وقد بُني أسفل المسجد مجموعة من المحلات التجارية، ونصعد إليه من خلال سلم مكون من عدة درجات، ويتبع المسجد التخطيط الإيواني حيث يتكون من صحن مغطى بسقف خشبي يتوسطه شخشيخة ويحيط به أربعة إيوانات، أكبرها ايوان القبلة، وقد أُلحق به قبة للدفن؛ وسبيل لإمداد المارة بالمياه اللازمة للشرب وكُتاب لتعليم أطفال المسلمين مبادئ القراءة والكتابة، وحوض لسقي الدواب.
سبب شهرته بـ "أبو حريبة"
اشتهر المسجد باسم جامع أبو حريبة نسبة للشيخ أحمد أبو حريبة الذي أقام به ودفن في المدفن الملحق به، وقد وضعت الدولة هذا المسجد وخلدته بوضع صورته على إحدى العملات الورقية فئات الخمسين جنيه.
ولمسجد قجماس الإسحاقي أربع واجهات أهمها الواجهة التي تطل على شارع الدرب الأحمر.
وتنحصر أهمية المسجد في دقة الصناعات المختلفة الموجودة به فأعمال النجارة الدقيقة وأعمال الرخام وتنوع تقاسيمه وتناسب ألوانه وأعمال الحجر ودقة الحفر فيه، والأسقف الخشبية الجميلة وبراعة نقشها وتذهيبها جميعا ناطقة بما وصلت إليه هذه الصناعات من مكانة رفيعة في هذه الحقبة من الزمن.