الخميس 21 نوفمبر 2024

ثقافة

مساجد تاريخية.. «عبد الرحيم القنائي» أشهر مساجد قنا

  • 3-10-2024 | 08:24

مسجد عبد الرحيم القنائي

طباعة
  • أحمد البيطار

مسجد عبد الرحيم القنائي.. تتميز مصر بوجود عدد كبير من المساجد الأثرية والتاريخية في كل أنحاء البلاد، فتعرف القاهرة بأنها مدينة الألف مئذنة، ولا عجب في ذلك، إذ عُرفت على مر العصور المختلفة بكثرة مساجدها ومآذنها، ومن بين هذه المساجد التاريخية مسجد عالم الدين والتفسير المغربي عبد الرحيم القنائي وهو أكبر مساجد قنا وأشهرها الذي يعد مزارًا يقصده آلاف المريدين والمحبين من جميع أنحاء الجمهورية لزيارة الضريح والصلاة بالمسجد.

وفي السطور التالية تقدم بوابة "دار الهلال" جانب من تاريخ المسجد بالاضافة إلى إلقاء الضوء على سيرة العارف بالله عبد الرحيم القنائي الملقب بـ «أسد الرجال».

أبرز المعلومات عن مسجد عبد الرحيم القنائي

يقع مسجد عبد الرحيم القنائي وسط مدينة قنا ويعد أكبر مساجد المحافظة ويتكون من مساحة كبيرة وبحديقة في المقدمة، تبلغ مساحة المسجد من الداخل 1250 مترا مربعا، ومع التوسعات التى دخلت بلغت المساحة التى يتم الصلاة بها 2058 مترا مربعا، شاملة المسجد والصحن الخارجى، فيما تبلغ المساحة الكلية للمسجد 12، 259 مترا بما يعادل 3 أفدنة تقريبا.

أنشئ  المسجد في عصر الدولة الأيوبية، ويتكون المسجد من صحن مربع مغطى بسقف به "شخشيخة" تعلو قبة صغيرة ضحلة، ويحيط بالصحن أربعة إيوانات عميقة متعامدة، أكبرها إيوان القبلة ويقع في الجهة الشرقية من المسجد ويتقدم كل إيوان عمودان كل منهما مكون من عمودين ملتصقين، ويعلو العمودين ثلاثة عقود تكون واجهة الإيوان.

والمدخل الرئيسي للمسجد يقع في الجهة الجنوبية وهو مرتفع إذ يصعد إليه بـ6 درجات وتتقدمه مظلة ذات أعمدة، وفي الركن الجنوبي الشرقي للمدخل توجد مئذنة الجامع وخلف الإيوان الشمالي يوجد الضريح، وهو عبارة عن غرفة كبيرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على رقبة تقوم على دلايات قصيرة في أركان المربع وخلف الإيوان الغربي توجد دورة المياه.

مولده

ولد عبد الرحيم القناوي في عام 1127م بمدينة ترغاي بإقليم سبتة بالمغرب وتعلم على يد والده، وحفظ القرآن في الثامنة من عمره، وتوفى أبيه وهو في الثالثة عشر من عمره، وصعد المنبر وخطب بالمسلمين وتعلم الفقه والحديث ببلاد المغرب وهو ابن الرابعة عشر ثم حل محل والده، وأمضى خمس سنوات معتلياً منبر الجامع، يعلم الناس ويعظهم، بأسلوبه الخاص الذي يبكى الروح والعين، قبل أن تناديه مكة فيشد الرحال إليها خلال موسم الحج العاشر.

القنائي في مدينة قوص
والتقى القنائي بالشيخ مجد الدين القشيري القادم من مدينة قوص، عاصمة صعيد مصر، ومنارتها في هذا الوقت، منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، فتصادقان وحاول القشيري أن يقنع عبد الرحيم بأن يستقر في مصر، ووافق عبد الرحيم علي الرحيل إلى مصر بصحبة القشيري، الذي كان إماما للمسجد العمري بقوص، وكانت له مكانته المرموقة بين تلاميذه ومريديه، وذلك في عهد الخليفة العاضد لدين الله، آخر خلفاء الدولة الفاطمية.

انتقال القنائي إلى قنا

 ولم يرغب عبد الرحيم البقاء في قوص، وفضل الانتقال لمدينة قنا، تنفيذاً لرؤى عديدة أخذت تلح عليه في الذهاب إليها، والإقامة بها، فقوص ليست في حاجة إليه، فبها ما يكفى من العلماء والفقهاء، ليستقر بقنا وقضى عبد الرحيم عامين معتكفا، عينه الأمير الأيوبي العزيز بالله شيخاً لمدينة قنا، فعرف منذ حينها بعبد الرحيم القنائى، وأنشئ في عام 1136م كما قام الأمير همام ابن يوسف الهواري أمير الصعيد بتوسعته وزيادته وأوقف عليه أوقافات زادت في مساحته وفرشه، وتم اعاده بنائه في عهد الملك فاروق عام 1948م الذي أمر بإزاله المبنى القديم الذي بناه ويوجد الضريح داخل المسجد.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة