الجمعة 18 اكتوبر 2024

دراسة تكشف تأثير الموسيقي في علاج الخرف

علاج الخرف

طبيب الهلال18-10-2024 | 15:00

إيمان عبد الرحمن

تُنسج الموسيقى في نسيج حياتنا اليومية، سواء كانت ترفع معنوياتنا، أو تدفعنا إلى الركض بسرعة أكبر أو تهدئتنا حتى ننام، يمكننا جميعًا أن ندرك قوتها ، وزادت أهميتها لأنها تُستخدم بشكل متزايد في العلاج الطبي.

وبالإضافة إلى إثبات فائدتها الكبيرة في علاج السرطان وإدارة الألم المزمن وحتى مساعدة الدماغ على التعافي بعد السكتة الدماغية ، فقد حقق الباحثون أيضًا خطوات كبيرة في استخدام الموسيقى لمساعدة المرضى الذين يعانون من الخرف.

و وفقا لتقرير نشر علي موقع" ميديكال اكسبريس" اكتشف الباحثون أن الاستماع إلى الموسيقى يؤدي إلى مشاركة مناطق متعددة من الدماغ في معالجتها. وتشمل هذه المناطق المنطقة الحوفية (التي تعالج العواطف والذاكرة)، والمنطقة المعرفية (التي تشارك في الإدراك والتعلم ورد الفعل)، والمنطقة الحركية (المسؤولة عن الحركة الإرادية). وقد تحدى هذا الاعتقاد المسبق بأن الموسيقى تتم معالجتها بشكل أضيق في الدماغ ــ وساعد في تفسير سبب تأثيرها العصبي الفريد.

ولكن ليس هذا فحسب، فقد أظهرت الأبحاث أن الموسيقى قد تساعد في تجديد المخ وارتباطاته. وتدور العديد من أسباب الخرف حول موت الخلايا في المخ، مما يزيد من احتمالية أن تساعد الموسيقى الأشخاص المصابين بالخرف من خلال إصلاح أو تقوية الوصلات العصبية والخلايا التالفة.

لكن لا يقتصر الأمر على أي موسيقى لها تأثير تجديدي على الدماغ. فقد ثبت أن الموسيقى المألوفة والمفضلة لها التأثير الأكبر على الطريقة التي نشعر بها، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالذاكرة والعواطف. وذلك لأن الاستماع إلى أغانينا المفضلة يفرز هرمونات الشعور الجيد التي تمنحنا شعورًا بالمتعة. وقد تكون قوائم التشغيل الموسيقية المنسقة للموسيقى المفضلة هي المفتاح لمساعدتنا على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية .
وهذا ينطبق على مرض الزهايمر وغيره من أشكال الخرف، لأن الباحثين اكتشفوا أن أجزاء الدماغ المرتبطة بالذكريات الموسيقية تتأثر بهذه الحالات بدرجة أقل من مناطق الدماغ الأخرى. وهذا يفسر لماذا غالبًا ما يتم الاحتفاظ بالذكريات والتجارب المرتبطة بالموسيقى المفضلة لدى الأشخاص الذين يعانون من مثل هذه الحالات.

قد يساعد الاستماع إلى الموسيقى أيضًا في إدارة تجارب الضيق والانزعاج و" غروب الشمس " - حيث يشعر الشخص بالارتباك بشكل أكبر في فترة ما بعد الظهر والمساء.