لم يقبل الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، بنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2020، التي بموجبها فقد منصبه في البيت الأبيض، حيث زعم تزوير النتائج لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن.
وما زال ترامب وأنصاره يرددون تلك المزاعم، وألمح إلى أنه ربما لا يكون على استعداد لقبول نتيجة انتخابات هذا العام أيضًا، وذلك رغم أن التحقيقات لم تتوصل إلى أي دليل يشير إلى حدوث تزوير في انتخابات عام 2020.
وفي المقابل، يسعى الديمقراطيون إلى جعل رفض ترامب نتائج انتخابات 2020 مركز حملتهم ضده، مطالبين بإثبات عدم أهليته للترشح للرئاسة مرة أخرى.
ويقف "ترامب" في هذه الأثناء على مشارف سباق تاريخي ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، التي تحظى بتأييد استطلاعات الرأي، ولكن بفارق طفيف، ما يثير الكثير من التكهنات حول موقف الأول من النتائج إذا خسر الانتخابات.
في غضون ذلك، أظهر استطلاع رأي جديد، أن نحو واحد من كل خمسة جمهوريين يقولون إنه إذا خسر دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية، فيجب عليه أن يعلن أن النتائج غير صحيحة، وفعل ما يلزم لتولي المنصب.
جاء ذلك في الاستطلاع الذي أجراه معهد البحوث الدينية العامة ومؤسسة "بروكينجز" عبر الإنترنت، من الـ16 أغسطس الماضي، حتى الرابع من أكتوبر الجاري، ونشر تلك النتائج موقع "أكسيوس" الأمريكي.
ويأتي العدد المتزايد من الجمهوريين المستعدين لتجاهل المعايير الديمقراطية، وربما تبني العنف، تزامنًا مع استمرار ترامب في الزعم "زورًا" بأن انتخابات عام 2020 سُرقت منه، وبناء عليه يقول إن انتخابات 2024 ستكون مزورة هي الأخرى، طبقًا لما ذكره "أكسيوس".
أكسيوس أضاف: "أكاذيب ترامب، بجانب ما يقوله الديمقراطيون بأنه خطر على الديمقراطية، جعلت بعض الديمقراطيين يشككون فيما إذا كان حزبهم يجب أن يقبل خسارة في انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل".
ووفقًا لـ نتائج الاستطلاع، فإن 19 بالمائة من الجمهوريين يقولون إن على ترامب رفض نتائج الانتخابات إذا خسر، فيما يقول 12 بالمائة من الديمقراطيين إنه على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس فعل الشيء نفسه إذا خسرت.
اللجوء إلى العنف
وبحسب النتائج التي نشرها "أكسيوس"، فإن ما يقرب من ثلاثة من كل 10 جمهوريين في اعتقادهم أن القوميين الأمريكيين الحقيقيين قد يضطرون إلى اللجوء إلى العنف لإنقاذ البلاد.
وعقب نتائج انتخابات 2020، روج ترامب لمزاعم حول تزوير الانتخابات، ولجأ إلى "ارتكاب جرائم" ضمن محاولاته الفاشلة للاحتفاظ بالسلطة رغم خسارته، وفق وثيقة فريق المستشار الخاص جاك سميث، التي نشرت مطلع الشهر الحالي.
وتوضح تلك الوثيقة تفاصيل حادثة يوم السادس من يناير 2021، حينما اقتحم أنصار ترامب مبنى "الكابيتول" الأمريكي في محاولة لوقف عملية التصديق على نتائج الانتخابات.
وتؤكد أن ترامب تجاهل نصيحة مستشاريه الذين أخبروه أن المحامين الذين يديرون شؤونه القانونية لن يتمكنوا من إثبات مزاعمه أمام المحاكم، ورد ترامب حينها قائلاً: "التفاصيل لا تهم".
وخلصت إلى أن ترمب استخدم سلسلة من "المعلومات المضللة" لتحفيز أنصاره على اقتحام الكابيتول وتعطيل إجراءات التصديق على نتائج الانتخابات، ما أدى إلى أحداث العنف الدامية في يوم السادس من يناير 2021.
اللجوء إلى العنف
وفي رؤية أعمق للأحداث، فإن انتخابات 2024 ليست كسابقتها، إذ أن الظروف غير مواتيه هذه المرة لـ"ترامب" لتكرار فعلته، حيث يفتقر إلى بعض الأدوات التي هدد باستخدامها قبل أربع سنوات لقلب عملية نقل السلطة، ففي الوقت الراهن الجيش ووزارة العدل يقعان تحت مسؤولية الرئيس الديمقراطي جو بايدن، وذلك وفق ما جاء في لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وأثير سيناريو الانقلاب على نتائج انتخابات 2024، المقرر لها في الخامس من نوفمبر المقبل، إثر تصريحات أدلى بها مرشح الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، جيه دي فانس، مؤخرًا، أشار خلالها إلى أن ترامب لم يخسر في الانتخابات الرئاسية عام 2020.
من جانبها، أكدت المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، أن فريقها مستعد لتحدي دونالد ترامب إذا حاول إعلان فوزه قبل الأوان في سباق الانتخابات المرتقب.
واتهمت ترامب بمحاولة التراجع عن انتخابات حرة ونزيهة، حيث ما زال ينكر إرادة الشعب، إذ حرض حشدًا عنيفًا على مهاجمة مبنى "الكابيتول" الأمريكي، مؤكدة أن هذه مسألة خطيرة للغاية.