تشن إسرائيل عمليتها البرية في لبنان تحت ذريعة إعادة سكان الشمال إلى مستوطناتهم، الذين اضطروا إلى مغادرة تلك المنطقة على إثر الاشتباك الدائر مع حزب الله اللبناني، منذ أكثر من عام، وبرغم أنه حتى الآن لم يتبين أفق تلك العملية، إلا أنه بات من شبه المؤكد أنها تتلفظ أنفاسها الأخيرة، وفقًا لـ الرواية العبرية.
العملية الإسرائيلية في لبنان
وفي تقدير مسؤولين إسرائيليين "كبار" في المؤسسة الأمنية، أن العملية البرية، التي تشنها "تل أبيب" في جنوبي لبنان وصلت مرحلتها النهائية، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية عنهم.
وتشير توقعاتهم إلى أن انتهاء العملية البرية خلال أسبوع أو أسبوعين، إذا لم تكن هناك تغييرات في اللحظة الأخيرة، ووفقًا للاعتبارات العملياتية والسياسية.
ويتفق ذلك مع ما ذكره رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، الخميس الماضي، حيث قال إنه بات بالإمكان إنهاء الحرب على جبهة لبنان، لأنه تم القضاء على القيادة العليا لحزب الله.
ويرى جيش الاحتلال الإسرائيلي -وفقًا للهيئة- أنه حقق إنجازات كبيرة على خط التماس في قرى جنوبي لبنان، مع تفكيك العديد من البنى التحتية لحزب الله فوق الأرض وتحتها، مشيرة إلى أنه لم يصل بعد إلى جميع القرى الشيعية في المنطقة لكنه مستعد للوصول إليها أيضًا.
وتوضح أن هناك اعتبارات أخرى قبل انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من لبنان، وفي مقدمة ذلك الجانب السياسي، إذ كرر المسؤولون سابقًا أن أي مفاوضات قبل وقف إطلاق النار مع لبنان ستتم على وقع النيران وتحت ضغط عسكري.
وتزعم إسرائيل أنها تستهدف من وراء حملتها العسكرية على لبنان، السماح بعودة عشرات الآلاف إلى الشمال بعد أن اضطروا لمغادرة المنطقة، بسبب تبادل إطلاق النار المستمر عبر الحدود مع حزب الله منذ أكثر من عام.
بيدا أن استطلاع أجراه معهد "مأجار موحوت" بين الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الجليل الأعلى والبلدات الحدودية مع لبنان، أظهر أن 70 بالمائة منهم لا ينوي العودة إلى المستوطنات التي تم إجلاؤهم منها حتى لو انتهت الحرب، كونهم لا يشعرون بالأمن والأمان لعائلاتهم.
في غضون ذلك، تتوقع صحيفة "هآرتس" العبرية أن يعلن جيش الاحتلال زوال التهديد للمستوطنات في الشمال، وتدمير قدرات حزب الله على التوغل البري، على أساس أنه غير قادر على العمل كمنظمة عسكرية منظمة؛ بسبب تعرضه لأضرار جسيمة، إذ يقدر الجيش أن نحو ثلثي قدرات الحزب الصاروخية تضررت في بداية العملية العسكرية قبل قرابة ثلاثة أسابيع، على حد زعمها.
خسائر بالجملة
ووفقًا لما ذكرته القناة الـ14 الإسرائيلية، في وقت سابق من الشهر الحالي، فإن ستة آلاف طلب قدمت للتعويض عن منازل تضررت بفعل قصف حزب الله اللبناني للمستوطنات الشمالية.
القناة أشارت إلى أن هناك نحو 10 آلاف صاروخ وقذيفة أطلقت على المستوطنات الشمالية منذ أكتوبر 2023، سقطت في نحو 1031 موقعًا، موضحة أن طلبات التعويض كلفت خزينة الدولة 15 مليار شيكل.
وقد اشتعلت النيران في 196 ألف دونم زراعي بفعل صواريخ حزب الله، وهو ما تسبب في أضرار اقتصادية للمزارعين في الشمال، بحسب القناة العبرية.
وفي الـ23 من سبتمبر الماضي، وسعت إسرائيل هجماتها ضد الأراضي اللبنانية لتشمل معظم مناطق لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، قبل أن تبدأ لاحقًا غزوًا بريًا في جنوبه.
وإجمالًا، أسفرت الهجمات الإسرائيلية على لبنان عن مقتل 2.653 شخصًا، فضلًا عن إصابة 12.360 آخرين، وفقًا لآخر المعطيات الصادر عن وزارة الصحة اللبنانية.
بالمقابل، يقصف حزب الله اللبناني بشكل يومي البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، برشقات صاروخية وأسراب من المسيرات تسفر بدورها عن خسائر، يحيط بها التعتيم الإسرائيلي.