أكد علماء الآثار من مشروع ليوبيا اكتشاف شبكة من الغرف والأنفاق تحت موقع ميتلا الأثري، المعروف باسم "مكان الموتى" لدى حضارة الزابوتيك، ويقع موقع ميتلا في وادي أواكساكا بجنوب المكسيك ويرتبط بثقافة الزابوتيك العريقة.
وتعد حضارة الزابوتيك حضارة قديمة استمرت لعدة قرون، منذ حوالي 500 قبل الميلاد حتى القرن السادس عشر بعد الميلاد، عندما غزا الإسبان المنطقة.
تميزت حضارة الزابوتيك بتطورها في مجالات الهندسة المعمارية والفن والكتابة والنظام السياسي، وكانت مدينة مونتي ألبان أحد أشهر مراكزهم الحضارية.
تعتبر الزابوتيك من أقدم الشعوب في الأمريكتين الذين طوروا نظامًا للكتابة، وهو نظام رمزي استخدموه لتوثيق الأحداث الدينية والسياسية.
بنت حضارة الزابوتيك معابد وهرمات ومنصات ضخمة في مواقع مثل مونتي ألبان وميتلا، حيث تتميز مبانيهم بالزخارف الحجرية المعقدة والتصاميم الهندسية.
وقد استخدم الفريق تقنيات جيوفيزيائية متقدمة، منها رادار اختراق الأرض (GPR) والتصوير المقطعي للمقاومة الكهربائية (ERT) وتصوير الضوضاء الزلزالية، مما أسفر عن كشف فراغ كبير أسفل المذبح الرئيسي لكنيسة سان بابلو أبوستول في ميتلا، إلى جانب شبكة أنفاق تتجه في عدة اتجاهات.
ووفقًا لبيان مشروع ليوبيا، فإن هذا الاكتشاف يتماشى مع الروايات القديمة، ومنها رواية الأب الدومينيكي فرانسيسكو دي بورجوا في القرن السابع عشر، الذي أشار إلى وجود متاهة من الغرف والأنفاق أسفل الموقع، والتي اعتبرها الزابوتيك مدخلًا إلى العالم السفلي "ليوبيا".
كما حدد الفريق شذوذات جيوفيزيائية أخرى تحت الأرض في مواقع مختلفة مثل مجموعة كالفاريو ومجموعة أرويو والمجموعة الجنوبية من الهياكل، التي قد تحتوي على غرف أو مقابر غير مستكشفة، وبالإضافة إلى ذلك، كشفت تقنية رادار اختراق الأرض عن بقايا محتملة لدرج ضخم تحت الطابق الحالي للقصر في مجموعة الأعمدة، مما يضيف بعدًا جديدًا إلى التسلسل الزمني للموقع، وذلك طبقا لما نشره موقع heritagedaily.