في إطار احتفالنا اليوم بعيد الطفولة، نجد أن أصوات البراءة تتلاشى وسط سيل المدافع في غزة، حيث يعيشون تحت وطأة حصار خانق وحروب متكررة، وواقع مرير من الدمار، الذي يحول أحلامهم إلى كوابيس، ومن منطلق ذلك نستعرض أحدث التقارير التي أصدرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف عن أوضاع الأطفال في غزة، وإليك التفاصيل:
وفقاً لآخر البيانات من اليونيسف وشركائها، فأنه هناك ما لا يقل عن 64 اعتداءً ضد المدارس التي تأوي الأطفال وأسرهم، أي نحو اعتداءين يومياً في قطاع غزة خلال الشهر الماضي، ويُقدَّر حسب التقارير أنَّ 128 شخصاً قُتلوا في هذه الهجمات، والعديد منهم أطفال.
وأعلنت أن الأطفال في غزة هم من يدفعون حياتهم ومستقبلهم، ثمناً لانتهاك القانون الإنساني الدولي بشكل صارخ ومنهجي، حيث أصبح الهجوم عليهم يومياً أمراً معتاداً في غزة، حيث يُقتل أو يُصاب ما يزيد عن 67 طفلاً في المتوسط كل يوم.
ووضعت اليونيسيف، الهجمات المنتظمة على مدارس غزة التي صارت ملاجئ، في الخطوط الأمامية للحرب، حيث تم التحقُّق ميدانياً من وقوع 64 اعتداءً على المدارس في شهر أكتوبر لوحده، وكان معظمها في شمال قطاع غزة؛ وقد أصيب 95 بالمئة من جميع مدارس القطاع بأضرار على مرّ العام الماضي.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة كاثرين راسل، "يجب ألا تكون المدارس أبداً على الخطوط الأمامية للحرب، ويجب ألا يتعرّض الأطفال أبداً لهجمات عشوائية إذ ينشدون ملاذاً آمناً، كما إنَّ الفظائع التي نشهدها في غزة تؤسس سابقة قاتمة للإنسانية، حيث تتعرض أعداد غير مسبوقة من الأطفال للقصف بالقنابل، وأصبحت الصدمة واللوعة هي حياتهم اليومية".
ووفقاً لآخر التقديرات، يؤدي القصف الكثيف المتجدد، والتهجير الجماعي، ونقص المساعدات الكافية إلى دفع الأطفال نحو حافة الهلاك، وبالرغم من أن المدارس تعتبر أماكن محمية بموجب القانون الدولي الإنساني، إلا أن تعرّض أكثر من 95 بالمئة من مدارس غزة لدمار جزئي أو كلي منذ بدء الأعمال العدائية في أكتوبر 2023، ويتطلب ما لا يقل عن 87 بالمئة من المدارس أعمال إعادة بناء كبيرة قبل أن تتمكن من العودة لتأدية وظائفها.
وبسبب أحداث الحرب في غزة، انقطع ما لا يقل عن 658,000 طفل في سن الدراسة في غزة عن كافة أنشطة التعليم الرسمية، مما يلقي بظلال من الغموض على مستقبلهم؛ كما أنَّ حياتهم تحفل بقدر هائل من الإجهاد للصحة العقلية، إضافة إلى زيادة خطر تعرضهم لممارسات عمالة الأطفال وزواج الأطفال.
وأكدت اليونيسيف إنَّ الهجمات ضد المدارس، سواءً كانت تستخدم أماكن للتعليم أم ملاجئ للمهجّرين، هي انتهاك جسيم ضد الأطفال، وطالبت جميع أطراف النزاع بإنهاء الانتهاكات الجسيمة ضد الأبرياء، وإنهاء الهجمات ضد المدنيين والهياكل الأساسية المدنية بما يتماشى مع القانون الدولي.