مع انعقاد هدنة الأيام السبعة في قطاع غزة، في هذه الأثناء من العام الماضي، ساد في الاعتقاد أن الحرب التي دارت بين فصائل المقاومة الفلسطينية من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، قد شارفت على الانتهاء، على أساس أن ذلك الاتفاق سيجلب وقف دائم لإطلاق النار.
ويوافق اليوم الـ24 من نوفمبر، الذكرى الأولى للهدنة الأيام السبعة في قطاع غزة، التي عقدت بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، برعاية مصرية - قطرية، ودعم أمريكي.
وتم في ذلك الاتفاق إطلاق سراح 80 من الرهائن الإسرائيليين، مقابل 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كما أفرجت المقاومة عن رهائن أجانب لم يكونوا مدرجين في الصفقة الأساسية.
دامت تلك الهدنة لمدة سبعة أيام فقط لا غير، حيث اختارت إسرائيل مواصلة حربها على القطاع، دون القبول بأي عرض مقدم من قبل الوسطاء لاستكمال مسار التهدئة حتى ولو ليوم إضافي.
وفي صباح الأول من ديسمبر 2023، استأنفت إسرائيل حربها ضد قطاع غزة، التي ما زالت متواصلة حتى الآن، دون أن تحقق أيًا من أهدافها المعلنة.
وبرغم من الصولات والجولات التي عقدت بين حركة حماس وإسرائيل، منذ ديسمبر العام الماضي، حتى مفاوضات الفرصة الأخيرة، التي بدأت في أغسطس الماضي، بغرض تحقيق وقف فوري وكامل لإطلاق النار في قطاع غزة، إلا أنها لم تسفر عن شيء يذكر.
وفي نهاية أكتوبر الماضي، عقدت جولة أخيرة من المفاوضات بين الأطراف على إثر جهود مصرية قطرية، لكنها لم تختلف عن سابقاتها من حيث النتائج. ويرجع فشل المفاوضات للعديد من الأسباب نبرزها في الآتي وفقًا لما أشار إليه الوسطاء والمراقبون:
أولًا: عدم توافر رغبة سياسية إسرائيلية صادقة لوقف الحرب على قطاع غزة، إذ يعتقد على نطاق واسع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يطيل أمد تلك الحرب لأسباب سياسية فقط لا غير.
ثانيًا: تمسك "نتنياهو" بمجموعة من الشروط التي ترفضها حركة حماس، ولم يقبل بها الوسطاء، وأحيانًا اعتبرها وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف جالانت، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، في وقت سابق، أنها ستعرقل التوصل إلى صفقة.
ثالثًا: تمسك حركة حماس بتحقيق وقف فوري وكامل لإطلاق النارفي قطاع غزة، في حين أن إسرائيل كانت ترفض إنهاء الحرب أو الانسحاب من القطاع.
رابعًا: عدم التزام الجانب الإسرائيلي بأي مقترح، ففي السادس من مايو الماضي، وافقت حركة حماس بالمقترح الذي صاغته "تل أبيب" بشأن وقف إطلاق النار، وفي المقابل أكد مجلس الحرب الإسرائيلي مواصلة العمل العسكري في قطاع غزة.
خامسًا: تعمدت إسرائيل في أحيان كثيرة إفشال مسار المفاوضات القائم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة المواصي في الـ13 من يوليو الماضي، وذلك أثناء حديث الوسطاء عن مؤشرات أكثر إيجابية للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة.
سادسًا: يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل كانت تستخدم المفاوضات كغطاء سياسي لمواصلة عدوانها ضد الشعب الفلسطيني.
سابعًا: أبدت إسرائيل تحفظات بشأن عدد المعتقلين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، كما طالبت بخروجهم من غزة إذا تم إطلاق سراحهم، بحسب تقارير إعلامية.