توعد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الشرق الأوسط بـ"الجحيم"، إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة.
حملت كلمات "ترامب" التي جاءت عقب تأكيد الحكومة الإسرائيلية وفاة المحتجز عومر نيوترا، الذي يحمل جنسية مزدوجة أمريكية إسرائيلية، تهديدًا مباشرًا لقطاع غزة، المدمر بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 14 شهرًا.
وفي هذه الأثناء، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية مع قطر وتركيا ومصر من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب البيت الأبيض، الذي زعم أن حركة حماس هي العقبة الرئيسية أمام التوصل لاتفاق في غزة.
وتتعارض مزاعم البيت الأبيض مع تأكيد بلاده، في سبتمبر الماضي، أن "تل أبيب"، لا تفعل ما يكفي من أجل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة حماس.
وفي غضون ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عقد اجتماعًا مع وزراء ومع فريق التفاوض المكلف بإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس لبحث فرص إحياء مفاوضات الصفقة.
وبحسب "الهيئة"، فإن هناك تقدمًا في المفاوضات، لكنه لا يشكل اختراقًا وإن النقطة المتعلقة بإنهاء الحرب ما تزال العقبة الأساسية.
وتتمسك حركة حماس من جانبها بتحقيق وقف فوري وكامل لإطلاق النارفي قطاع غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى محاذاة الحدود، وأكدت مرارًا أنها لن تقبل بأقل من ذلك.
وفي المقابل، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نهاية الأسبوع الماضي، بأنه قد يوافق على وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وليس إنهاء الحرب، مشيرًا في الوقت ذاته، إلى أنه بعد استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وفصل الجبهات بين غزة ولبنان، تغيرت شروط صفقة التبادل لمصلحة إسرائيل، وفق قوله.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات مع حماس، إن إسرائيل ليست في مرحلة يغلب عليها التفاؤل، لكنها أحرزت تقدما في قضية تبادل الأسرى.
وأكد "المصدر" لـ "هيئة البث"، أن حماس تصر على وقف الحرب، مشيرًا في الوقت نفسه، إلى أن بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية يعارضون جوانب سياسية في المفاوضات.
ومن جانبهم، أبلغ مسؤولون في هيئة أركان الجيش، القيادة السياسية، أن الظروف نضجت لإنجاز صفقة مع حماس عقب انتهاء حرب لبنان، والأحداث في سوريا، إضافة إلى تغيير الإدارة الأميركية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"العبرية.
من ناحية أخرى، قالت الخارجية الأميركية، إن الوزير أنتوني بلينكن التقى وزير الشؤون الإستراتيجية في إسرائيل رون ديرمر، وأكد له أهمية إنهاء حرب غزة واستعادة الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
تتلاحق تلك الأنباء، في الوقت الذي أكدت فيه حركة حماس، مقتل 33 أسيرًا إسرائيليًا محتجزين لديها، معظمهم قضوا بقصف الجيش الإسرائيلي لمناطق مختلفة من قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، محذرة في الوقت نفسه، من أن استمرار العدوان الإسرائيلي يرفع حصيلة قتلى أسرى العدو.
هل نتنياهو جاد؟
ولأكثر من مرة، كان لرئيس الوزراء الإسرائيلي دور محوري في إفشال المفاوضات القائمة مع حماس بواسطة مصرية قطرية، وذلك عبر التمسك بمجموعة من الشروط التي ترفضها حماس، ولم يقبل بها الوسطاء، واعتبرها وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف جالانت، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، في وقت سابق، أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
وفي هذا الإطار، قال مسؤولون غربيون، إن إسرائيل لا تبدو مهتمة بتقديم تنازلات، وإنها ما تزال متشككة في الأفكار الأمريكية والعربية لإدارة غزة بعد الحرب.
وأكدوا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ينتظر تولي ترامب منصبه قبل تغيير موقفه من المحادثات مع حركة حماس، وأن الحركة تسعى للبقاء في السلطة بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار.
وهو ما ذهبت إليه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، حيث أكدت أن "نتنياهو" قد يختار الانتظار حتى نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، على أمل أن تمنحه الإدارة الجديدة بقيادة دونالد ترامب مرونة أكبر لمواصلة الحرب ضد حماس.
وأوضحت "وول ستريت جورنال"، أنه في حال تمكن "بايدن" من التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس في الأسابيع المقبلة فقد يزعم ترامب أنه السبب في تحقيق ذلك.
وعلى مدى نحو عام كامل، أجرت مصر وقطر بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، مفاوضات غير مباشرة ومتعثرة، بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.