الأحد 22 ديسمبر 2024

مقالات

تحركات الرئيس رسالة ملهمة

  • 22-12-2024 | 12:28
طباعة

لم أكابد مشقة أو جهدا كبيرا وأنا أتلقى الرسالة من تحرك الرئيس السيسي وإصراره على العمل ولعل حديثه في أكاديمية الشرطة كان ملهما ولافتا ففي الحياة قد نواجه أشخاصا يسعون عمدا أو دون قصد إلى زراعة الإحباط واليأس في طريقنا وهذه المواقف تتطلب حكمة وتفكيرا إيجابيا للتغلب على الأثر السلبي الذي قد يتركه هؤلاء والطريقة الأمثل للتعامل معهم تكمن في تجاهل تأثيرهم السلبي والتركيز على تحقيق أهدافنا فالتركيز على الأهداف بدلا من الالتفات إلى النقد الهدام هو فريضة الوقت الحالي ويمكن استخدام الكلمات السلبية كوقود يشعل الرغبة في النجاح ويذكر التاريخ كيف واجه الزعيم الهندي المهاتما غاندي الاستهزاء والمعارضة من المستعمر البريطاني وحول تلك التحديات إلى دافع لتحقيق الاستقلال عبر الكفاح السلمي وحارب مارتن لوثر كينج العنصرية بعزيمة كبيرة رغم حملات الإحباط والتهديدات التي واجهها وتعزيز الإيمان بقدراتنا والعمل على تحسينها هو حصننا ولو صدق ألبرت أينشتاين ما قيل له في صغره من أنه لن ينجح في دراسته بسبب بطء تعلمه لما  أصبح أحد أعظم العلماء في التاريخ وتعرض مانديلا لسنوات طويلة من السجن والاضطهاد حيث حاول نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا كسر عزيمته وزرع اليأس في قلبه لكنه لم يستسلم بل خرج من السجن ليقود البلاد نحو المساواة وأثناء محاولاته لاستعادة القدس واجه صلاح الدين انتقادات داخلية من بعض القادة والمقربين لكن إصراره على العمل لتحقيق هدفه جعله ينتصر في النهاية ويحقق إنجازا تاريخيا فإن الأشخاص الذين يزرعون الإحباط واليأس قد يكونون جزءا من حياتنا لكن تأثيرهم يعتمد على ردود أفعالنا وأفضل طريقة للتعامل معهم هي التركيز على العمل والثقة بالنفس وتحقيق النجاح الذي يثبت أن الأفعال أبلغ من الأقوال.فلا تدع أحدا يسلب منك الحلم الذي تعيش من أجله.

إن محاولة نشر الإحباط بين الناس ليس له إلا هدف واحد وهو إضعاف الروح المعنوية وتقبل ضياع أي شيء  وهي حالة تنتقل بسرعة مثل عدوى وتهدد استقرار الأفراد والمجتمعات لكن وسط هذا المحاولات التي لا تعرف اليأس وتتلون وفق المجريات لإحباطنا كأمة يبرز العمل كعلاج ناجح لمواجهة الإحباط فالإصرار على العمل والإنتاجية ليس فقط وسيلة لتحقيق النجاح الشخصي بل هو أيضا أسلوب لبناء مجتمع متماسك ومتقدم.

هذه هي الرسالة الأبرز وأنت تراقب رئيس الدولة يزداد نشاطه ويتعاظم عمله وحرصه على البناء فالعمل بمفهومه الواسع ليس مجرد وسيلة لكسب العيش بل هو أداة لإحداث تغيير إيجابي في حياة الفرد والمجتمع وعندما يكرس الشخص وقته وجهده للعمل فإنه يواجه الإحباط بشجاعة حيث يتحول تركيزه من المشاعر السلبية إلى الإنجاز وتحقيق الأهداف فالأفراد المحبطون غالبا ما يعانون من شعور بالعجز أو فقدان الأمل لكن عندما يبدأ هؤلاء في اتخاذ خطوات عملية صغيرة نحو تحقيق أهدافهم يبدأ الشعور بالإنجاز في التسلل إلى حياتهم ما يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم أكثر استعدادا لمواجهة التحديات.

أما على المستوى المجتمعي يمثل الإحباط عائقا أمام التنمية فحينما يستسلم الأفراد للإحباط يقل الإبداع ويموت الابتكار ما يعرقل التقدم الاقتصادي والاجتماعي وهنا يأتي دور العمل كقوة محركة للتغيير فهو يشجع على التفكير الإيجابي ويدفع الأفراد إلى التركيز على ما يمكنهم تحقيقه بدلا من التفكير في ما فقدوه.

وفي زمن توسعت فيها وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التعبير أصبح من السهل أن يجد الإنسان نفسه محاطا برسائل سلبية أو مشاعر محبطة والحل هنا ليس في الرد أو المواجهة بل في ممارسة التجاهل الإيجابي وهو لا يعني الهروب من الواقع أو التغاضي عن المشكلات الحقيقية بل هو قدرة ذكية على اختيار ما يستحق التركيز عليه وما يجب تجاهله بدلا من الانشغال بآراء محبطة أو انتقادات هدامة ويمكن للفرد توجيه طاقته للعمل الجاد وتحقيق إنجازات تثبت للجميع بمن فيهم المتشائمون فإن الأفعال دائما أقوى من الكلمات فعلى سبيل المثال فالشركات التي تتعرض لانتقادات سلبية قد تختار الاستجابة لهذه الانتقادات بمزيد من الابتكار وتحسين المنتجات وهكذا تظهر للجمهور أنها تركز على الحلول بدلا من الانشغال بالشكوى.

ولا يمكن مواجهة الإحباط إلا بالفعل وحينما يرى المحبطون نتائج ملموسة سواء على المستوى الفردي أو الجماعي يبدأون في تغيير نظرتهم للحياة فالمشاريع التي تُبنى والمبادرات التي تطلق والأهداف التي تتحقق هي أفضل رد على كل شعور سلبي وعندما يدرك الأفراد أهمية دورهم في تحسين حياتهم ومجتمعاتهم يصبح لديهم دافع للاستمرار والعمل بجد فالعمل لا يساهم فقط في تحسين الظروف المادية بل يعزز الشعور بالانتماء ويعيد صياغة العلاقة بين الفرد والمجتمع وعبر تحقيق أهداف صغيرة تتعزز الثقة بالنفس ونندفع للعمل على تحقيق أهداف أكبر ولننظر إلى التحديات كفرص للتعلم والنمو فالعمل في بيئة مشجعة يعزز الإنتاجية ويساعد على مواجهة المشاعر السلبية وبدلا من الرد على الانتقادات السلبية اجعل نجاحك العملي هو الرد.

إن تحرك الرئيس رسالة واضحة لكل المصريين تنبهنا إلى خطورة أن نحول أبصارنا عن طريق شققناه بتضحيات غالية وسرنا فيه شوطا طويلا متأثرين بدعايات هنا أو همهمات هناك فيواصل جولاته وعمله بجهد أكبر وإصرار أعظم لترتد موجات الإحباط إلى مصدريها موجات حسرة وندم حين يرون أن مصر كلها على قلب رجل واحد وصمت آذانها عن شرورهم موقنة من نصر ربها وأنه لا يفلح عمل المفسدين وكل مصري منزه عن الهوى والغرض يدرك جيدا أن الإحباط هو عدوه الأبرز وممر عدوه إليه وأن العمل هو السلاح الأمثل لمواجهته ففي كل مرة نواجه تحديا جديدا يجب أن نذكر أنفسنا أن العمل هو الحل والتجاهل الإيجابي للمشاعر السلبية والتركيز على الإنتاجية هو الطريق نحو بناء مستقبل أفضل ليس فقط لأنفسنا بل لمجتمعاتنا أيضا فلتكن رسالتنا دائما دعونا نعمل أكثر ونتحدث أقل فعدونا لا شاغل له إلا أن يصرف اهتمامنا عما توافقنا عليه جميعا وهو الصبر والمزيد من العمل وساعتها سيطلبنا توفيق الله ويضيع كيد عدونا سدى.

 

الاكثر قراءة