تتوالى الأحداث مؤكدة أن وعي الشعب المصري كان بمثابة صمام الأمان في مواجهة جميع المؤامرات المحاكة ضده من قبل القوى التي تستهدف ضرب استقرار البلاد، وهو ما أشادت به القيادة السياسية مرارًا في أكثر من مناسبة، لما له من دور في حفظ الوطن ككل.
وفي هذا الإطار، تحدث خبراء برؤيتهم الخاصة لـ"دار الهلال" عن أهمية مفهوم "الوعي" في محيط متقلب يموج بالمخاطر والتحديات، مؤكدين على أن من شأن تدعيم ذلك المفهوم أن يحافظ على كيان المجتمع ككل.
لا بد أن نمتلك حس أمني
وفي غضون ذلك، قال اللواء فاروق المقرحي، عضو مجلس الشيوخ ومساعد وزير الداخلية الأسبق، إنه لا بد أن يكون هناك حس أمني بالوطن، بحيث إذا نادى الوطن علينا، يجب أن نكون صفًا واحدًا تلبية لهذا النداء.
وأضاف "المقرحي" في حديثه لـ"دار الهلال"، أن مصر تمر الآن بعدة أزمات من جميع النواحي: شمالًا، وجنوبًا، وشرقًا وغربًا، مشيرًا إلى أن هذا ليس على سبيل المبالغة، بل حقيقة، وهذا يوجب علينا أن نكون واعين ويقظين لنداءات أهل الشر، التي تستهدف إيقاع البلاد على اعتبار أن مصر ستكون لهم بمثابة الجائزة الكبري، كما قالت جميع أجهزة المخابرات التي تعبث بالمنطقة، وفي مقدمة ذلك يأتي "الموساد" الإسرائيلي.
ومن جانبه، يؤكد عضو مجلس الشيوخ على أنه مدرك تمامًا وجود وعي لدى نسبة كبيرة من الشعب المصري، خصوصًا بعد أحداث سنة 2011، مستشهدًا بإحدى الأمثلة الشعبية، الذي يؤكد على ضرورة التكاتف في مواجهة الخطر الذي قد يعصف بأحد أفراد الجماعة.
وأضاف:"نحن كشعب لدينا من الوعي الكثير، ومن المفرح أني وجدت هذا الوعي في الأرياف، الذين يؤكدون أنهم لن يسقطوا تحت طائلة الدعوات المُضلة مرة أخرى".
وتابع:"أهل شر عندهم اليوم 6 محطات إخبارية تبث من الخارج، فضلًا عن الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي"، متابعًا:"ورغم ذلك لا حظت أنهم لا يحظون بأي مصداقية من قبل الجمهور"، متسائلًا:"لو إنهم مصريين بجد لماذا يهاجمون البلاد من الخارج؟".
وأنهى:"أهل شر يعتقدون أن لهم تأثير، والحقيقة تأثيرهم يقتصر على الخلايا الكامنة، التي تتبع العصابة الإرهابية، فإذا أتيحت لهم الفرصة سينقضوا على البلاد، حارقين الأخضر واليابس، منفذين أجندة أمريكية في ذلك".
نحتاج إلى دعم الوعي
ومن جهتها، شددت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع، على أن وعي المواطن أمر شديد الأهمية، وذلك نظرًا لأن هناك نسبة عالية من الأمية، ولذلك فإننا نحتاج "وعي" إلى أكثر حد.
وأضافت "خضر" في حديثها لـ"دار الهلال"، أن الرسائل الرئيس من حين إلى آخر تحرص على التأكيد على هذا الصدد، وكان آخر ما يتعلق بذلك رسائله خلال تفقد الأكاديمية العسكرية، مشيرًا إلى أن هناك أيضًا فقرة تنظم على جميع القنوات تقريبًا تسمى "للعلم"، تساهم في تعزيز الوعي أيضًا.
وأكدت على أننا نحتاج إلى دعم هذا الصدد بشكل أكبر، وهذا يبين اختلاف الأجيال، فالجيل القديم يختلف عن الجيل الحالي بكثير، مضيفة:"الجيل القديم نشأ وسط بيئة مملوءة بنماذج الوطنية، وذلك بخلاف الجيل الحالي".
وأردفت:"أما اليوم نجد بعض النماذج المتعلمة بشكل جيد تتسارع على السفر إلى الخارج"، معلقة:"هكذا نحن نربي لصالح الآخر، ونحن بهذا الشكل نخسر".
ولعالج ذلك الوضع، تقول "خضر" إنه يجب علينا تصعيد القدوة الحسنة، من أمثال طه حسين، والدكتور مجدي يعقوب، والدكتور أحمد زويل، الذين رغم شهرتهم على الصعيد العالمي، أفادوا مصر بالدرجة الأولى.
وشددت على ضرورة العمل على غرس حب الوطن في نفوس النشء، خاصة في ظل التطورات المتلاحقة التي نتعايش في ظلها وتضررت منها دول عربية بشكل كبير، ولذلك يجب علينا أن نغذي ونعظم الجانب الوطني، وذلك رغم كل الظروف والتحديات التي قد يمر بها الوطن.
وأشارت إلى أن مجتمعنا بشكل عام يمتلك العديد من النقاط الإيجابية، والتي يشيد بها الغرب، ما يحتم علينا ضرورة العمل على إبراز تلك الجوانب بأكبر قدر ممكن.
وأكدت على ضرورة العمل على غرز الوعي بين الأجيال الصغيرة، خاصة أن الوضع حولنا مشتعل، وهذا في حد ذاته يدعم هذا الإطار، نظرًا لأن الدولة تتمتع بالأمان في محيط متقلب.