الخميس 30 يناير 2025

عرب وعالم

"فاينانشيال تايمز": الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يبدو رافضًا لدعوات ترامب بإجراء خفض كبير في الفائدة

  • 29-1-2025 | 09:34

البنك المركزي الأمريكي

طباعة
  • دار الهلال

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) يبدو معارضاً لمطالب الرئيس دونالد ترامب الرامية إلى إجراء "خفض كبير" في أسعار الفائدة في البلاد. 

ويجيء هذا التوجه في أعقاب دخول ترامب المكتب البيضاوي مجدداً، والذي تميز بفيض من الأوامر التنفيذية التي وقعها لفرض أجندته على واشنطن.

وذكرت الصحيفة أن الكثير من المحللين يرون أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جاي باول، سوف يقاوم ضغوط البيت الأبيض إذا أراد البنك المركزي الحفاظ على ثقة الأسواق وتجنب إطلاق العنان لموجة جديدة من التضخم.

وترى كبيرة الخبراء الاقتصاديين في شركة "نيو سنتوري" الاستشارية، والعضوة السابقة في بنك الاحتياطي الفيدرالي، كلوديا سام، أنه "عندما يتدخل الرؤساء في قرارات السياسة النقدية، فإن الأمور، في الغالب، تصبح سيئة للغاية.. تقليص معدلات الفائدة بينما لا يزال التضخم بعيداً عن العودة إلى المستهدف قد يخلق المزيد من التضخم.. هناك سبب لأن يكون مجلس الاحتياط الفيدرالي مستقلاً"، متوقعة أن يبقى البنك المركزي "متمسكاً بأهدافه".

وساعد باول في إدارة دفة الاقتصاد الأمريكي نحو الهبوط الآمن على مدار العام الماضي، مخفضاً أسعار الفائدة المرتفعة دون أن يدفع الاقتصاد إلى الركود.

إلا أن التضخم لا يزال أعلى من معدل الـ 2% المستهدف من قبل البنك، رغم أنه قلص بصورة كافية المعدلات الرئيسية بنسبة بلغت واحد في المائة لتبقى بين 4.25 و4.5 في المائة.

وبينما تتوقع الأسواق أن يبقي المركزي الأمريكي اليوم الأربعاء على معدلات الفائدة دون تغيير، فإن ترامب صرح بوضوح بأنه يريد المزيد من الانخفاضات السريعة في معدل الفائدة الرئيسي.

واعتبر لورانس سومرز، الذي تولى منصب وزير الخزانة في ولاية بيل كلينتون، أن مثل "هذا التدخل العلني من الحكومات يمكن بسهولة أن يتسبب في إعاقة العمل"، وأضاف "يتعين على مجلس الاحتياطي أن يصم آذانه".

وقالت "فاينانشيال تايمز" إن البنوك المركزية في أرجاء العالم مُنحت السيطرة الكاملة لإدارة معدلات الفائدة بعد موجة التضخم التي شهدتها سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وقد ثبت مدى صعوبة السيطرة على الأجواء حينما يسود التدخل السياسي في السياسة النقدية.

والآن، في ظل مطالبات ترامب العلنية والمتكررة بضرورة خفض أسعار الفائدة الرئيسية، إذا خفف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من سياسته النقدية فإنه سيخلق انطباعاً بأنهم انصاعوا له وفقدوا استقلاليتهم. وقد قام البنك المركزي الأمريكي بالفعل بخفض معدلات الفائدة بصورة أكثر حدة من نظيره في منطقة اليورو.

ويبدي المركزي الأمريكي رغبته في تهدئة التوتر مع البيت الأبيض. ومن المتوقع أن يطرح باول تساؤلات حول السياسات متحاشياً ذكر ترامب بالاسم في كلمته التي سيدلي بها اليوم الأربعاء.

ويتوقع اقتصاديون أن يبقى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي متمسكاً بنهج البنك المركزي، مؤكداً على مسؤولي الفائدة في البنك بأنهم سيتابعون البيانات بدلاً من محاولة توقع تأثير السياسات التي يتبناها ترامب.

الاكثر قراءة