السبت 8 فبراير 2025

ثقافة

معرض القاهرة للكتاب الـ 56| مناقشة «في حضرة التاريخ والمؤرخين» للدكتور أحمد زكريا الشلق

  • 1-2-2025 | 02:42

جانب من الندوة

طباعة
  • همت مصطفى

شهدت قاعة العرض بجناح وزارة الثقافة المصرية، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة ضمن محور «المصريات» لمناقشة كتاب «في حضرة التاريخ والمؤرخين» للدكتور أحمد زكريا الشلق، المؤرخ الكبير.
شارك في النقاش الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، وأدار الجلسة الدكتور عبد الحميد شلبي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الأزهر.

عوالم من الثقافة والفكر

استهل الدكتور عبد الحميد شلبي الندوة بالإشادة بها، واصفًا إياها بـ «التاريخية» نظرًا لحضور اثنين من عمالقة التاريخ، وأوضح أن الندوة مخصصة لمناقشة أحدث الأعمال العلمية للدكتور أحمد زكريا الشلق، مشيرًا إلى أنه طالما أتحفنا بإنتاجه العلمي الرصين.
وأضاف: « شلبي»: «إن ذكر اسم الدكتور زكريا يعني أننا أمام عالم جليل يأخذنا في كتابه إلى عوالم من الثقافة والفكر والأحداث التي مرت بها مصر».

ورحب الدكتور أحمد زكريا الشلق بالضيوف والحضور، موضحًا أن الكتاب صدر منذ أسابيع قليلة، ومشيرًا إلى أن « التاريخ شيخ»، ونحن ندخل مقام هذه الحضرة، وأضاف أن العنوان قد يبدو جذابًا، لكنه يخشى ألا تكون الموضوعات بنفس الجاذبية.
وأوضح أن الكتاب يتناول عدة فصول تضم دراسات تاريخية علمية موثقة عن الجبرتي، والإسكندرية في القرن التاسع عشر، ومحمد علي وحكم مصر. كما يحتوي القسم الثاني على مجموعة مقالات عن السير الذاتية لمفكرين وشخصيات تاريخية بارزة،  ولفت إلى أنه اجتهد في كتابة هذا الكتاب على مدار ثلاث سنوات، معتمدًا على دراسات وأبحاث دقيقة، مشيرًا إلى أن قراءة فصل تولي محمد علي باشا ستكون ذات فائدة كبيرة للقارئ.

وأكد «الشلق» أن الدراسات الأكاديمية ليست حكرًا على الأكاديميين، لكنها تتطلب الالتزام بالمنهج العلمي والتوثيق الدقيق، وأضاف أن جوهر القضية يكمن في المنهج، مشددًا على أن المؤرخ يجب أن يكون موضوعيًا وغير منحاز، حتى تصبح أعماله مرجعًا يُعاد طباعته مرات عديدة بفضل مصداقيته.
كما أكد أن الموضوعية هي أحد أسس التفكير العلمي، لافتًا إلى أن النقد يمثل تحديًا للاستسلام، وأنه ينبغي للقارئ ألا يسلّم بكل ما يقرأ، فالتاريخ ليس مجرد سرد، بل عملية تحليلية نقدية.
وأشار «الشلق»  إلى أن الكتاب يتضمن سيرة عن طه حسين، موضحًا أنه اعتكف شهورًا لقراءته قبل أن يكتب عنه عشر صفحات توفر للقارئ المعاصر رؤية مكثفة وسهلة الاطلاع. كما تطرق إلى سيرة إدوارد سعيد وشهادته عن القاهرة، معتمدًا على قراءة متعمقة لمؤلفاته.

و أعرب الدكتور محمد صابر عرب عن سعادته بالمشاركة في الندوة، مشيدًا بالدكتور الشلق الذي ينتمي إلى جيل قدم إسهامات إنسانية وأكاديمية رائعة. وأكد أنه لا يتمنى أن يكون هذا الكتاب هو الإنجاز الأخير للدكتور زكريا، بل يتطلع إلى المزيد من إنتاجه العلمي.
وأضاف الدكتور عرب أن الكتاب يتميز بلغة سلسة وجذابة، مؤكدًا أنه لو لم يكن الدكتور زكريا أستاذًا للتاريخ، لكان أستاذًا في اللغة، نظرًا لاستخدامه الفلسفة في كتاباته، مشيرًا إلى أن الدكتور زكريا يمتلك رؤية فلسفية عميقة وأسلوبًا أدبيًا متميزًا.
كما أوضح «عرب»  أن العديد من مؤلفات الدكتور زكريا تُدرَّس لطلاب الدراسات العليا، معلنًا عزمه تدريس بعض موضوعات هذا الكتاب للطلاب. وأشاد بالطريقة التي حلل بها الدكتور زكريا الأحداث وأضفى عليها أبعادًا اجتماعية وتاريخية وسياسية، خاصة في الفصل الذي تناول شخصية محمد علي والجبرتي، مؤكدًا أن الكتاب سيظل مرجعًا مهمًا في تاريخ مصر الحديث لسنوات قادمة.
وأشار إلى أن عنوان الكتاب جذاب ومعبر، حيث يربط بين التاريخ والمؤرخين بشكل وثيق. كما أكد أن الدكتور زكريا قدم معالجة متميزة في قسم المقالات، إذ تحرى الدقة والتحقيق العلمي بمنهجية رفيعة.
واختتم «عرب»  حديثه بالإشادة بما كتبه الدكتور زكريا الشلق عن طه حسين، مؤكدًا أن تحليله يفوق في أهميته ما كتبه نقاد الأدب عنه. كما أبدى إعجابه بما قدمه المؤلف عن الشيخ عبد الوهاب النجار، مشيرًا إلى أن النص يفقد قيمته دون عقل ناقد قادر على تحليله وفهم أبعاده.

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.


ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.


انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.

 

الاكثر قراءة