تعيش منطقة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية أزمة إنسانية غير مسبوقة، تفاقمت في الأيام الأخيرة بسبب المعارك العنيفة التي سبقت استيلاء حركة "23 مارس" المسلحة، على مدينة جوما أكبر مدينة في شرق البلاد.
وأورد راديو فرنسا الدولي أن الخسائر البشرية بلغت مستويات مأساوية، حيث وصل عدد القتلى والجرحى إلى الآلاف. كما كان للأضرار المادية الجسيمة تأثير شديد على عمل المؤسسات الاغاثية.
ويرى لوك لامبريير، مدير منتدى المنظمات غير الحكومية الدولية، وهي منصة تضم 124 منظمة دولية تعمل في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أن الوضع الإنساني "مروع".
وقال: "نتحدث عن مصرع أكثر من 3 آلاف شخص، وما يقرب من 3 آلاف مصاب في المستشفيات، وهذه الارقام تعطي فكرة عن حجم الأزمة التي يعيشها العاملون في المجال الإنساني والتي نخشى أننا لن نستطيع مواجهتها".
وأضاف "هذا هو الحال اليوم؛ فقد تم تدمير أو نهب العديد من المخزونات خلال معركة جوما. هناك نقص كبير في الأدوية. وهناك حاجة إلى الكثير من المساعدات الإنسانية".
واختتم "إن المستشفيات اليوم باتت مكتظة بالضحايا ولكن العاملين في المجال الإنساني لايزالوا متواجدين على الأرض وعلى استعداد للعمل، لكنهم قلقون للغاية بشأن مدى قدرتهم على مواصلة العمل خلال الأيام المقبلة". واعتبر أن الأمر الأكثر إلحاحاً هو إنشاء جسر جوي؛ وبالتالي إعادة فتح مطار جوما.
واحتضنت تنزانيا - أمس - قمة لزعماء تكتلات إقليمية من شرق وجنوب إفريقيا؛ لبحث سبل حل النزاع الدائر في شرق الكونغو الديمقراطية، حيث استولى متمردو حركة "23 مارس" على مدينة جوما في أسوأ تصعيد للقتال منذ أكثر من عقد من الزمن.
وحض قادة إفريقيا الجنوبية والشرقية المجتمعون في قمة تنزانيا على "وقف فوري لإطلاق النار" في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.