الأربعاء 19 فبراير 2025

تحقيقات

متحدثًا عن تحويل القبلة.. الدكتور عبد العزيز النجار لـ"دار الهلال": إرادة الله تلاقت مع رغبة الرسول

  • 14-2-2025 | 10:27

الدكتور عبد العزيز النجار

طباعة
  • محمود غانم

قال الدكتور عبد العزيز النجار، أحد علماء الأزهر الشريف، إن تحويل القبلة له أثر عظيم وفائدة كبرى في تاريخ الدولة الإسلامية، ولو شاء ربنا -جل في علاه- لجعل القبلة الثانية، وهي الكعبة منذ البداية قبلة للمسلمين.

ويضيف الدكتور عبد العزيز النجار، في حديث لـ"دار الهلال"، أن الله -تبارك وتعالى- أراد أن يثبت للبشرية كلها أن قدس الأقداس، هو القبلة الأولى للمسلمين، ولا يدعي غير المسلمين أن لهم حقًا في القدس الشريف.

ويوضح أن هناك مقصد ثاني من تحويل القبلة، هو أن الله -تبارك وتعالى- أراد أن يبين للنبي -صلى الله عليه وسلم- المسلم الحقيقي من المنافق، حيث قال -تعالى:"وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ"، (143) سورة البقرة.

ويردف أن من خلال ذلك التحويل وضح المولى -عز وجل- للنبي -صلى الله عليه وسلم- من يستجيب ومن لا يستجيب، حيث إن بعض المسلمين، وهم يصلون صلاة العصر، جاءهم خبر التحويل، فصلوا نصف الصلاة ناحية بيت المقدس، ونصفها الآخر ناحية الكعبة المشرفة، لكي الله -عز وجل- أن له المشرق والمغرب "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، (115) سورة البقرة، معقبًا:"فالله -عز وجل- ليس له مكان فنحن نأتمر ونتوجه حيث أمرنا الله".

ويسلط العالم الأزهري الضوء على المقصد الثالث من تحويل القبلة، حيث أوضح أنه عندما اشتاقت نفس النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد الحرام الذي تربى في أكنافه، وكان بينه وبين الكعبة عشق، وكان هناك تلاقي، قال -تعالى-"قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا"، ثم أمره:"فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ"، (144) سورة البقرة.

ومن هنا يتبين لنا مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الله، ومكانة أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الله، فموسى يقول:"وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ"، ونبينا يقال له:"فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا"، وفقًا له.

الحكمة من تحويل القبلة

وبسؤاله حول إن كان ذلك نسخ أم لا، يقول "النجار"، إن الله -عز وجل- أراد في زمنًا ما أن يتجه المسلمون إلى بيت المقدس لحكمة بينها الله -عز وجل- في القرآن الكريم، ثم بعد ذلك جاء تحويل القبلة، وهو مقدر عند الله -عز وجل- فتوافق مراد الله مع مراد حبيبه محمد -صلى الله عليه وسلم- فكان تحويل القبلة ناحية الكعبة، وبذلك ليس هناك نسخ، فذلك هو ثالث الحرمين وأولى القبلتين (المسجد الأقصى)، وهذا هو ثاني القبلتين وأول مسجد وُضع للناس في الأرض (المسجد الحرام) فليس هناك تغيير فالأماكن كلها لله.

وكذلك الخمر، كما يضيف النجار، الذي أوضح أن الله -عز وجل- لم ينسخ حكمها، هي لم تكن حلالًا، وإنما كانت عادة العرب، عندما أراد الله -عز وجل- أن يحرم الخمر، حرمها على مراحل، وهو ما أثبته العلم الحديث، حيث كشف أن أن كل من يتعاطى المسكرات والمخدرات، إذا توقف عنها مرة واحدة، فإن الجسم يحدث له أمراض كثيرة ومشاكل، حتى إن من يريد أن يعالجه الأطباء، فهو يعالج بنفس المادة التي كان يتناولها، ولكن يخففون الأمر رويدًا رويدًا حتى يتم سحب ذلك من الجسم.

مختتمًا أن من هنا كانت الحكمة من التدرج، حتى لا يصاب من يتوقف ويلتزم فورًا عن شرب الخمر أو ما شابه الخمر بأشياء في جسده أو في عقله، وهذا ما أثبته العلم الحديث.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة