تحل اليوم ذكرى ميلاد إرنست رينان الذي ولد في 28 فبراير 1823م كان مؤرخًا وكاتبًا وفيلسوفًا فرنسيًا.
وُلد في تريجوير، بريتاني، فرنسا، وتوفي في باريس 2 أكتوبر 1892 ، اشتهر بأعماله في دراسة الأديان والفلسفة، وكان له تأثير كبير على الفكر الفرنسي في القرن التاسع عشر.
بدأ رينان دراسته في اللاهوت بهدف أن يصبح رجل دين، لكنه انصرف عن هذا المسار لاحقًا ليتفرغ للدراسات الفلسفية والتاريخية، تأثر بأفكار الثورة الفرنسية عام 1848، ورأى فيها بداية لدين بشري جديد. هذا التوجه قاده إلى التعمق في تاريخ الأديان والفلسفة.
من أشهر أعمال رينان كتابه "حياة يسوع" الذي نُشر عام 1863، حيث دعا فيه إلى نقد المصادر الدينية نقدًا تاريخيًا علميًا، والتمييز بين العناصر التاريخية والأسطورية في الكتاب المقدس، أثار هذا الكتاب جدلاً واسعًا واعتراضات من الكنيسة الكاثوليكية. كما كتب "ابن رشد والرشدية" عام 1852، مسلطًا الضوء على الفيلسوف الأندلسي ابن رشد وتأثيره على الفكر الأوروبي.
كان رينان مؤمنًا بتفوق العرق الآري على السامي، وعبّر عن ذلك في كتاباته، مما أثار انتقادات واسعة.
في محاضرته الشهيرة "ما هي الأمة؟" عام 1882، قدم تعريفًا للأمة يعتمد على الإرادة المشتركة والعيش المشترك، وليس على العرق أو الدين. هذا التعريف لا يزال مؤثرًا في الفكر السياسي حتى اليوم.
زار رينان لبنان وفلسطين في بعثات علمية، مما أتاح له التعرف على الشرق الأدنى وتاريخه وثقافاته، هذه الرحلات أثرت في أعماله وكتاباته، حيث سعى لفهم الأديان والتاريخ من منظور علمي ونقدي.
توفي إرنست رينان في 2 أكتوبر 1892 في باريس، يُعتبر من أبرز المفكرين الفرنسيين في القرن التاسع عشر، وترك إرثًا فكريًا غنيًا في مجالات التاريخ والفلسفة ودراسة الأديان.