اسمٌ يتردد صداه في الحركة النسوية المصرية، فهي رائدةً في مجال حقوق المرأة، وأهم المناديات بحق النساء فى التصويت والانتخاب، أنها وداد متري، وبمناسبة شهر المرأة نستعرض لكِ أهم المعلومات عنها:
- نشأت في حي شبرا بالقاهرة فى 9 اكتوبر سنة 1927، ضمن أسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة ، كان والدها مهندسًا معماريًا كثير الأسفار، بينما كانت والدتها برلنت عوض، امرأة متعلمة ومثقفة وشاعرة ، ونظرًا لغياب والدها المتكرر تحملت وداد مسؤولية إدارة شؤون المنزل منذ صغرها ، بتكليف منه ، كان دائمًا ما يقول لها: "أنتِ رجل هذه الأسرة"، مما رسخ فيها شعورًا عميقًا بالمسؤولية ظل يلازمها طوال حياتها.
- بدأت مسيرتها التعليمية في مدرسة "الأمريكان" المختلطة بالمرحلة الابتدائية، ثم انتقلت إلى مدرسة "النهضة" بشبرا، وهي مدرسة أهلية غير حكومية، شهدت في قسم البنين دراسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، بعد حصولها على شهادة الثانوية العامة من القسم العلمي، كانت وداد تطمح إلى الالتحاق بكلية الطب، لكن مجموعها لم يمكنها من تحقيق ذلك.
- بفضل تأثير أحد أساتذتها، الأستاذ إسحاق حنا الذي عمل لاحقًا في الإذاعة المصرية، اختارت وداد دراسة الفلسفة التي أحبتها ، وكانت الوحيدة المنتخبة لاتحاد الطلاب فى جامعة القاهرة فى سنة 1951، وفي نفس العام انضمت للجنة المرأة فى المقاومة الشعبية .
- بعد تخرجها حصلت على دبلوم من معهد الصحافة، ثم تم تعيينها معلمة في إحدى مدارس ديروط بصعيد مصر، رغم أنها لم تتقدم بطلب لتلك الوظيفة ، كانت رغبتها الحقيقية هي العمل في الإذاعة لكنها قبلت العمل كمعلمة مؤقتًا، على أمل أن تتاح لها فرصة في الإذاعة فيما بعد ، قضت عامًا في الصعيد متحديةً مخاوفها من الغربة بسبب صغر سنها، ومعارضة أهلها لفكرة السفر.
- بعد ذلك انتقلت للعمل في شبين الكوم، حيث أمضت أربع سنوات من عام 1953 إلى 1957، تصفها قائلةً: "أربع سنوات في شبين الكوم كانت من أروع فترات عمري" ، أحبت وداد مهنة التدريس بشغف، ورأت فيها فرصة لتحقيق طموحاتها ، درّست مواد الفلسفة وعلم النفس، ولإكمال نصابها أضافت إليها مادة التربية القومية ، في تلك الفترة كانت من بين تلميذاتها شاهندة مقلد، التي أصبحت صديقة مقربة لها طوال العمر.
-انخرطت وداد متري في الأنشطة الثقافية والاجتماعية، حيث نظمت العديد من الندوات ، وشهدت حدثين بارزين وهما، العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ومنح المرأة حق الانتخاب والترشح ، وكان لهما تأثير كبير على نشاطها الاجتماعي والخدمي.
- كرست جهودها لتسجيل أسماء النساء في قوائم الانتخابات، بمساعدة طالباتها، وعلى رأسهن شاهندة مقلد ، قاموا بحملة مسح شاملة شملت زيارة كل شارع ومنزل ، وتؤكد وداد أن محافظة المنوفية سجلت أعلى نسبة مشاركة نسائية في الانتخابات.
-ناضلت وداد من أجل جلاء الإنجليز عن البلاد، ومع تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر حولت وداد المدرسة التي كانت بها إلى مركز خدمة اجتماعية، بمساعدة شاهندة مقلد، وناضلت من أجل حقوق الفلاحين.
-عملت على تعبئة نساء شبين الكوم لبذل الجهود المتعلقة بالحرب، من خياطة الملابس للجنود وتدريبات للتمريض وحملات للتبرع بالدم وحتى التدريب على السلاح.
- شاركت في دعم مصر للجزائر خلال ثورتها التي اندلعت عام 1954، من خلال مشاركتها الفعالة في المدارس مع طالباتها، حيث نظموا المؤتمرات والندوات، وأصدروا مجلات حائط ومنشورات، وقاموا بجمع التبرعات.
- شاركت في لجنة دعم الجزائر بمجلس السلام العالمي، إلى جانب جاكلين خوري، حيث انخرطتا في ضم الفتيات لأنشطة اللجنة وإصدار المجلات ، وتوجت هذه الجهود بتنظيم مظاهرة نسائية حاشدة للمطالبة بإنقاذ جميلة بوحيرد التي كانت محكومة بالإعدام.
- في عام 1957 عادت وداد إلى القاهرة واستأنفت عملها كمدرسة لمدة عامين في مدرسة التوفيق القبطية
- أصدرت مجلة "الصفحة الواحدة"، وعملت على تطويرها من خلال زيارات ميدانية لمدارس المنطقة التعليمية لجمع الأخبار.
- استمرت في هذا العمل وأحبته كثيرًا، لكنها واجهت مضايقات عديدة في نقابة المعلمين بسبب تبنيها لمطالب المعلمين وشعبيتها الكبيرة، وفوزها المتكرر في الانتخابات ، فقد سبق لها أن فازت في انتخابات الاتحاد الاشتراكي وشغلت منصب الأمين المساعد ، نتيجة لهذه المضايقات تم فصلها من الاتحاد الاشتراكي، مما أدى إلى فصلها من النقابة، ورغم ذلك خاضت وداد الانتخابات مرة أخرى ونجحت فيها، ولكن كما تقول: "أدركوا أن أي نجاح جماهيري غير مرغوب فيه، فبدأوا يضايقونني حتى مرضت، وبدأت تدريجيًا في تقليل نشاطي، ثم اعتزلت تمامًا".
- في عام 1961 تزوجت وداد متري من الدكتور سعد لوقا، الذي تعرفت عليه في إحدى حفلات دار الأوبرا.
- اختارت أن تتقاعد في السبعينيات من عمرها، وهي في 55 سنة وتفرغت لرعاية زوجها بسبب مرضه، ورحلت وداد متري في هدوء في 18 يناير 2007 بعد أن تركت ميراث عظيم من النضال والتضحيات في حق المرأة.