الأحد 23 مارس 2025

تحقيقات

هل يعود حزب الله إلى المعادلة؟.. صواريخ لبنانية تائهة تُفزع إسرائيل

  • 22-3-2025 | 19:01

تصعيد ضد لبنان

طباعة
  • محمود غانم

تحاول إسرائيل جر لبنان، وفصائلها، إلى جولة أخرى من التصعيد الذي لا يرغب في خوضه، وذلك عبر مهاجمة أراضيه تحت حجة خرق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين البلدين في نهاية نوفمبر الماضي، الذي تخرقه هي بشكل شبه يومي.

 

ما القصة؟

بدأ كل شيء صباح اليوم السبت، عندما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن مستوطنة "المطلة"، شمال البلاد، استهدفت بثلاث صواريخ أُطلقت من لبنان، وذلك للمرة الأولى منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه نهاية نوفمبر الماضي. 

وتعقيبًا على ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن بلاده لن تسمح بواقع تُطلق فيه النيران من لبنان نحو بلدات "الجليل" التي تقبع شمالي إسرائيل، مهددًا بقصف العاصمة اللبنانية "بيروت"، وليس فقط مناطق إطلاق النيران. 

بينما حذر لبنان، من جانبه، من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية للبلاد، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات عليه وعلى شعبه. 

غير أن إسرائيل لم تكترث بهذا التحذير، حيث وجهت جيشها بقصف عشرات الأهداف اللبنانية ردًا على القصف الذي تعرضت له مستوطنة "المطلة". 

وجاءت هذه الهجمات بتوجيهات من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يسرائيل كاتس، اللذين وجها الجيش بالتحرك بقوة ضد عشرات الأهداف في لبنان، محملين الحكومة اللبنانية المسؤولية عن كل ما يحصل في أراضيها.

وبينما نفى "حزب الله" اللبناني الذي خاض مؤخرًا مواجهة مع إسرائيل امتدت لأكثر من عام، أن يكون هو من أطلق الصورايخ، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي، قال إنه نفذ غارات على أهداف تابعة للحزب اللبناني.

وزعم جيش الاحتلال، أنه هاجم عشرات منصات إطلاق الصواريخ في مختلف أنحاء لبنان، إلى مقر عمليات قال إنه "ينشط منه حزب الله"، على حد زعمه.

ومتجاهلًا خروقاته، أكد جيش الاحتلال، أن إطلاق الصواريخ باتجاه بلاده، يشكل انتهاكًا صارخًا للتفاهمات بين "تل أبيب" و"بيروت"، وتهديدًا مباشرًا لمواطني إسرائيل.

وفي المقابل، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية، أن الطيران الإسرائيلي شن عدوانًا جويًا واسعًا، حيث نفذ بدايةً من ظهر اليوم سلسلة غارات جوية استهدفت مرتفعات جبل صافي، وأطراف كفر حونة، والجبل الرفيع، وأطراف بلدة سجد، جنوبي البلاد.

واعتبر "حزب الله"، أن ادعاءات إسرائيل بشأن الصواريخ تأتي في سياق ذرائعها لاستمرار اعتداءاته على ‏لبنان، التي لم ‏تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار نهاية نوفمبر الماضي.

وجدد "حزب الله" التأكيد على التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، مشددًا على أنه "يقف خلف الدولة اللبنانية ‏في معالجة هذا التصعيد الخطير على البلاد".

 

لبنان يُعلق 

على المستوى السياسي، أكد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، أن عدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار يشكل اعتداء متماديًا على لبنان وضربًا لمشروع إنقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون.

وفي الإطار نفسه، طالب الرئيس اللبناني، القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، سيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق نوفمبر 2024، وجيش بلاه، لمتابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات وضبط أي خرق أو تسيّب يمكن أن يهدد البلاد.

كما وجه الجيش باتخاذ الإجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين، والتحقيق فيما حدث السبت في جنوب البلاد، لتوضيح ملابساته.

من جانبه، حذر رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، من عودة العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين.

ووجه رئيس الوزراء، الجيش باتخاذ كافة الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها، هي من تمتلك قرار الحرب والسلم.

من جهته، أكد رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، أن المستفيد الأول والأخير من جر لبنان والمنطقة إلى دائرة الانفجار الكبير، هي إسرائيل ومستوياتها الأمنية والعسكرية، التي خرقت القرار 1701، وبنود وقف إطلاق النار بأكثر من 1500 خرقًا حتى الآن، حسب قوله.

وطالب جيش بلاده والسلطات القضائية والأمنية، وكذلك لجنة مراقبة وقف إطلاق النار إلى المسارعة لكشف ملابسات واقعة إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل.

وبدوره، أعلن الجيش اللبناني، أنه وجد ثلاث منصات صواريخ "بدائية" الصنع في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني بين بلدتَي كفرتبنيت وأرنون - النبطية جنوب لبنان، وعمل على تفكيكها، وذلك بعد أن أجرى عمليات مسح وتفتيش، مؤكدًا أن الوحدات العسكرية التابعة له تستمر في اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع في الجنوب.

وفي بيان منفصل، أكد الجيش اللبناني، أنه سيتصدى بقوة لمحاولات ضرب جهود الدولة في ترسيخ الأمن والاستقرار على كافة الأراضي اللبنانية، ولا سيما على الحدود الجنوبية والشرقية.

وطالب "الدول الراعية لاتفاق وقف النار بردع العدو الإسرائيلي عن انتهاكاته واعتداءاته المتمادية، تحت حجج واهية وذرائع كاذبة"، على حد وصفه.

ولم تلتزم إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، الذي بدأ تنفيذه في نهاية نوفمبر الماضي تحت مظلة أمريكية، حيث ما تزال قواتها موجودة في عدد من المواقع بجنوبي لبنان، فضلًا عن ذلك، فإن هذه المنطقة تتعرض لغاراتها بشكل شبه يومي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة