الإثنين 24 مارس 2025

أخبار

المدير التنفيذي لـ"حماة حضارة مصر": الوشق أحد جنود الطبيعة ورمز القوة الخفية لدى المصريين القدماء

  • 22-3-2025 | 22:57

الوشق المصري

طباعة
  • أ ش أ

في عمق الذاكرة المصرية القديمة، لم تكن الحيوانات مجرد كائنات تعيش حول الإنسان، بل كانت رموزًا حية تتجلى فيها قوى الطبيعة، تشارك في حماية الوطن وتجسيد النظام الكوني.

ومن بين هذه الرموز البارزة، يسطع اسم "الوشق المصري"، ذلك القط البري الرشيق، الذي اعتُبر واحدًا من جنود الطبيعة الذين أقسموا على حماية روح مصر.

وأوضح المدير التنفيذي لجمعية "حماة حضارة مصر"، الدكتور عمر المعتز بالله، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أنه منذ آلاف السنين، اعتبره المصريون القدماء "حارس الرمال" وصاحب العينين الذهبيتين، الوشق المصري الذي لطالما حمى الحدود والصحاري من قوى الشر.. واليوم، وعلى أرض سيناء، تردد اسمه مجددًا وسط الجنود بعد حادث غريب أصاب كتيبة إسرائيلية، لتعود الأسطورة إلى الواجهة.

وأضاف أنه في أحد نصوص كتاب الموتى (مجموعة من الوثائق الدينية والنصوص الجنائزية التي كانت تستخدم في مصر القديمة) وتحديدًا في الإصحاح السابع عشر من الخروج إلى النهار: "من هو هذا القط العظيم؟ إنه رع بنفسه. هو من قتل عدو الإله".

وأشار إلى أنه بهذه العبارة، يظهر المصري القديم مدى القدسية التي أولاها لهذا الكائن، حيث اعتبره تجسيدًا للإله "رع"، القادر على الفتك بأعداء النظام والكون.

ويعد الوشق المصري، أو Caracal، هو نوع من القطط البرية يعيش في أطراف وادي النيل والصحارى المصرية. يمتاز بجسم نحيل، فراء ذهبي، سيقان طويلة وأذنين تنتهيان بخصلتين سوداوتين تميّزانه عن غيره. سلوكه انعزالي، ليلي، هادئ ودقيق في الصيد، ويستطيع القفز لالتقاط الطيور أثناء طيرانها، ما جعله لدى أجدادنا رمزًا للقوة الخفية والدقة القاتلة.

كان الوشق يعيش على حافة النظام (ماعت) والفوضى (إسفت)، لذلك رآه المصري القديم كائنًا متصلًا بالعوالم الظاهرة والمخفية، قادرًا على الانتقال بينهما، يحمي الحدود الروحية والجغرافية لمصر. وقد صُوّر في النقوش القديمة وهو يقتل "عبب"، الثعبان المجسد للفوضى والشر، كرمز لحماية مصر من كل تهديد.

وأضاف المدير التنفيذي لجمعية "حماة حضارة مصر"، الدكتور عمر المعتز بالله أن ما أراده المصري القديم أن يوصله لنا عبر المعابد والنصوص والرموز، هو أن حماية مصر لم تكن مسؤولية الإنسان وحده، بل شاركت فيها "جيوش الطبيعة" بكل ما فيها من رموز حية وذات معنى. القط لم يكن مجرد حيوان، بل كان "رسولًا للوعي"، و"حارسًا للحدود" ومقاتلًا لا ينام.

الاكثر قراءة