تُعد قصيدة «لَمَّا رَأيتُ الدّهرَ قَد» للشاعر يحيى بن نوفل، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
يُعَد «يحيى بن نوفل» شاعر هجاء، يكاد لا يمدح أحداً، أصله من اليمن، وشهرته في العراق.
وتعتبر قصيدته «لَمَّا رَأيتُ الدّهرَ قَد» من أبرز ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 27 بيتًا، علاوة على تميز أسلوب وقصائد يحيى بن نوفل بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.
نص قصيدة «لَمَّا رَأيتُ الدّهرَ قَد»:
لَمَّا رَأيتُ الدّهرَ قَد
أَزَمَت بوَاجِدِهِ الأَوَازِم
وتَتَابَعَت في الأَهلِ والمَا
لِ المُصِيبَاتُ العَظَائِم
وَنَفَى الكَرَى عنِّي جَوًى
هَمٌّ أَجَنَّتهُ الحَيَازِم
قَلّبتُ بِالعَزمِ الأُمُو
رَ لِتكُفَّ ذَا الهَمِّ العَزَائِم
فَذكَرتُ أنّ أخَا السَّمَا
حَةِ والمُواصَلة المُدَاوِم
والحافِظُ الحُرُمَات مِ
نِّي حيثُ شَيَّعتُ المحَارِم
قال ابنُ شبرمَةَ الموفَّ
قُ إنَّ بَعَدَ الحَقِّ ظالم
أنِفٌ أبِيٌّ لاَ يُقِرُّ
بِاَن تُورِّدَهُ المظَالم
فصلٌ إِذَا شَغَبَ الألَددُ
وَفَيّضَ الحِجَجَ المُخَاصِم
لا يَنثَنِي لملامَةٍ
إن لاَمَهُ في الحقِّ لاَئِم
يَقظَانُ في طَلَبِ العُلاَ
إذ غَيرُهُ عَن تَلكَ نَائِم
وسَمَاحَة جداًّ إِذَا از
دحمت حُد ودُ القومِ زَاحَم
مِن آلِ حَسَّانَ اللَّذِي
نَ هُمُ الذَّوَائِبُ والدّعَائِم
المانِعُونَ المُستَجِي
رَ بِهم إِذَا مَأ عَاذَ حَارِم
حَتَّى تُؤدِّيهِ العهودَ
مُسَلَّماً والعِرضُ سَالِم
لَم يَقبَلوا خَيساً ولَم
يَشتِمهُمُ بالغَدرِ شاتِم
فهمُ وإن رَغِمَت لِذَاكَ
أَنُوفُ أقوامٍ رَوَاغِم
أهلُ الحَمالَةِ حِين يَفدَحُ
مِن تحمُّلِهَا المُغَارِم
والمَشرَبُ العَذبُ الذِي
يُروى بِجمَّتِهِ الحَوَائِم
وهُمُ الأُساةُ الفاصِلُونَ
إِذَا تَنَافرَت الأَقَادِم
وهمُ المَسَامِيحُ المَرَاجيحُ
المَسَاعِيرُ المَطَاعِم
في العام لاَ تَحنُو عَلَى
أولادِهَا فِيه الرَّوَائِم
وإذا مَعَدٌّ حصَّلَت
فهمُ مِنَ الرِّيش القوادم
وهُمُ إِذَا مَا الحَربُ شب
ضَرَامُها الأُسدُ الضّراغِم
قَومٌ حصُونُهُم عِتَاقُ الخَيلِ
والبِيضُ الصَّوَارِم
تلكَ المَكَارِمُ والمَأَ
ثِرُ حِينَ تُعتَدُّ المكَارِم
لا يرجون مالاً وَمَالُ
الدِّينِ والدُّنيَا الدَّرَاهِم