الفن المصري مرآة للكتًاب والشعراء، ظل مصدر الهام واحترام وانبهار لهم في كل انحاء العالم، وظهر ذلك حين كتبت مصر الأدب في ظلال نجيب محفوظ وأنغام عبد الوهاب، فالأدب لا يكتب بالكلمات بل ترسم ملامحه بصوت أم كلثوم، وتعزل الأبنودي بمصر والنيل.
مصر ليست نهر النيل أو الأهرامات بل هي فن وثقافة وأدب يحترم ويقدر العادات والتقاليد، بين سطور حكايات تروى ومشاهد تتغنى وتاريخ راسخ وشامخ، وظهر ذلك في كل سطر كتبه أو ألفه أديب مصري وعالمي، فخرجت من الحواري والشوارع والقرى والمدن المصرية الأصيلة لتحفر لنفسها مكانة لا تزول في قلب كل مشاهد وقارئ وتتحول لمشهد مسرحي أو سينمائي أو أغنية، ويأتي ذلك في أقوال نزار، ومشاهد ماركيز، وكلمات الأبنودي، وعيون محفوظ.
حين كتبت مصر الأدب
جاءت قصائد الأبنودي التي غنّاها عبد الحليم حافظ، لتشكل ذاكرة فنية كاملة لأجيال متتالية، كان يرى أن الأغنية فنٌ يُخاطب الوجدان، من خلال كتاباته باللغة العامية البسيطة ولكنها تحمل عمقًا، تفيض بالمشاعر والوطنية والصدق.
كما كان الفن المصري ومازال حاضرًا بقوة في سطور الأدب، فتأتي مرآة محفوظ لتجسد بعدسته الأدبية الشارع المصري وروح القاهرة والحواري الشعبية، وحولت السينما رواياته إلى أعمال خالدة، مثل بداية ونهاية والثلاثية واللص والكلاب.
أما عميد الأدب العربي طالما كان يرى بأن الفن والثقافة يجب أن يكونا للجميع، دعم المسرح والغناء، ورأى في الفن وسيلة لتنوير المجتمع في مقالاته ومواقفه، ودافع عن ضرورة الحفاظ على التراث الثقافي والفني المصري، فله العديد من المؤلفات تحولت إلى أعمال سينمائية مثل الأيام ودعاء الكراون.
الأدب المصري في مرآة العالم
أما الشاعر السوري نزار قباني كان من أشد المعجبين بكوكب الشرق أم كلثوم، واعتبرها حالة فريدة تمثل الشعر في أنقى صوره، حتى وإن لم تكن تكتبه، كتب عنها وقال إنها "تجعل من الكلمات موسيقى ومن الحزن فنًّا"، واعتبر صوتها تجسيدًا للقوة العاطفية والبلاغة العربية.
بينما كان يرى الشاعر الفلسطيني محمود درويش، مصر هي "قلب العروبة الثقافي"،فقد كانت له علاقة وجدانية وثقافية مع مصر، حيث ألقى قصائده في قاعاتها الكبرى، وعبّر مرارًا عن تأثره بأدبها وفنها، وتحديدًا الشعر الغنائي الذي يلامس الجمهور مباشرة.
كما أعرب الروائي الكولومبي الحائز على نوبل، جابرييل جارثيا ماركيز، عن إعجابه بالسينما المصرية، بالأخص المخرج يوسف شاهين، الذي رآه من أبرز من استطاعوا تقديم قضايا مجتمعية بصياغة بصرية مبهرة، كما تحدث من خلال زيارته لمصر، تحدّث عن تأثيرها الثقافي الفريد على العالم العربي.