في يوم وصفته الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بأنه "حاسم في تاريخ الذهب"، شهد المعدن الأصفر تراجعًا محدودًا بعد بلوغه قمة تاريخية جديدة، وسط موجة جني أرباح مؤقتة، وترقب حذر لما ستسفر عنه قرارات السياسات النقدية في أوروبا والولايات المتحدة خلال الساعات المقبلة.
حيث ارتفع الذهب في وقت سابق من جلسة اليوم إلى مستوى قياسي بلغ 3357.40 دولارًا للأونصة، مدفوعًا بزيادة الإقبال العالمي عليه كملاذ آمن، قبل أن يتراجع إلى 3317.63 دولارًا بنسبة انخفاض بلغت 0.8%، وعلى الرغم من هذا التراجع، فقد سجل الذهب مكاسب أسبوعية تجاوزت 2%، وارتفاعًا سنويًا بأكثر من 27% حتى الآن.
أسباب تراجع أسعار لذهب
وجاء التراجع المحدود نتيجة عمليات بيع لجني الأرباح، بعد تصريحات "جيروم باول"، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التي أكد فيها أن البنك لا يخطط لخفض أسعار الفائدة قريبًا، مبررًا ذلك باستمرار الضغوط التضخمية والمخاطر الاقتصادية المرتبطة بالحرب التجارية.
ويُعد اليوم الخميس محطة حاسمة في مشهد الأسواق العالمية، حيث تترقب الأسواق قرار البنك المركزي الأوروبي وسط توقعات بخفض سعر الإيداع بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل إلى 2.25%، إضافة إلى صدور بيانات مطالبات البطالة الأمريكية، والتي ستعكس حالة سوق العمل، ومواقف الأعضاء المؤثرين في الاحتياطي الفيدرالي.
وتتزامن هذه التحركات مع تصريحات جديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التقدم في المفاوضات التجارية مع اليابان، مع إعلان مفاجئ عن بدء تحقيق جديد بشأن فرض رسوم على واردات المعادن الحيوية، في وقت تتصاعد فيه التوترات مع الصين، وسط تلويحات بحرب سيبرانية متبادلة.
وبحسب بيانات حديثة لهيئة الجمارك الأمريكية، فقد بلغت حصيلة الرسوم الجمركية التبادلية منذ بداية أبريل أكثر من 500 مليون دولار، فيما تجاوز الإجمالي المحصل منذ بدء تطبيق سياسات ترامب التجارية 21 مليار دولار، وهو ما يُخالف بشدة تصريحات ترامب السابقة حول جمع ملياري دولار يوميًا.
أسعار الذهب في مصر
وحول أسعار الذهب في مصر، فإنها تأثرت بشكل مباشر بهذه الاضطرابات، حيث أكد المهندس هاني ميلاد، رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات، أن سعر الذهب في مصر يتحرك لحظيًا مع السعر العالمي، نتيجة للتداخل العميق بين الأسواق وارتباط مصر بسوق الذهب العالمي المفتوح.
وسجل سعر الذهب المحلي مستويات تاريخية، حيث بلغ عيار 21 نحو 4756 جنيهًا، أما عيار 18 سجل 4084 جنيهًا، وعيار 24 سجل 5445 جنيهًا، أما الجنيه الذهب سجل 38120 جنيهًا، ووصل سعل الأونصة إلى 169362 جنيهًا، والسعر العالمي 3327 دولارًا عالميًا.
وأكد ميلاد أن استمرار التوترات العالمية سيدفع الذهب نحو مزيد من الارتفاع، داعيًا للاستفادة من الوضع الراهن عبر فتح قنوات تصديرية جديدة للمشغولات المصرية، خاصة للأسواق الأوروبية والأمريكية، التي تفرض رسومًا أقل نسبيًا على واردات الذهب من مصر.
توقعات سوق الذهب في مصر
من جانبه، أوضح المهندس لطفي المنيب، نائب رئيس الشعبة، أن السوق المحلي يعاني من تراجع في حركة البيع بفعل ارتفاع الأسعار العالمية، مشيرًا إلى أن الذهب عالمياً تجاوز حاجز 3300 دولار لأول مرة بنسبة ارتفاع قاربت 22% منذ بداية العام، مما يمثل عبئًا كبيرًا على الأسواق المفتوحة مثل مصر.
أما المهندس أسامة الجلا، سكرتير الشعبة، فقد أكد أن تصاعد الرسوم الجمركية الأمريكية ساهم في اضطراب الأسواق وزاد من الإقبال العالمي على الذهب كتحوّط لحماية المدخرات، مشيرًا إلى أن تصدير الذهب لم يعد خيارًا بل ضرورة في ظل هذه الظروف.
وفي السياق ذاته، قال عمرو المغربي، عضو غرفة القاهرة التجارية، إن ارتفاع السعر العالمي ساهم في زيادة الطلب محليًا خاصة على السبائك والعملات، في ظل المخاوف من استمرار الارتفاعات، متوقعًا نشاطًا إضافيًا مع قرب موسم عيد الأضحى.
وأشار المغربي إلى وجود فرصة ذهبية لزيادة صادرات الذهب المصري إلى أمريكا، حيث تفرض الإدارة الأمريكية نسبة رسوم تبلغ فقط 10% على واردات الذهب من مصر، وهي نسبة أقل من المفروضة على دول أخرى، ما يفتح الباب أمام تعزيز الصادرات في ظل الأزمة العالمية.