الثلاثاء 6 مايو 2025

تحقيقات

هل تقبل روسيا الدول الأوروبية كطرف لحل الصراع في أوكرانيا؟.. خبراء يوضحون

  • 18-4-2025 | 11:52

الحرب الروسية الأوكرانية

طباعة
  • محمود غانم

لا تبدي روسيا من جانبها أي ثقة في الدول الأوروبية كوسيط لحلحلة حربها ضد أوكرانيا، بل تؤكد أنها تعمل على دفع الأمور نحو التصعيد لا التهدئة، بشكل يغلق الباب أمام دول القارة العجوز لممارسة دور الوسيط في هذه الأزمة التي تمضي في عامها الرابع.

ويتضح هذا النهج من قبل موسكو من خلال التصريح الأخير الصادر عن الرئاسة الروسية بأن "دول القارة الأوروبية تواصل العمل على مواصلة الحرب في أوكرانيا ودعم إدارة كييف"، على حد تعبيرها.

في المقابل، لا تقبل الدول الأوروبية بوجهة النظر تلك، بل ترى العكس تمامًا، أن روسيا تدفع نحو استمرارية الصراع، وتحذر من تجاهلها كطرف أساسي لحل الأزمة. وبين هذا وذاك، عقد مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون بحضور أمريكي، الخميس، سلسلة اجتماعات أولية حول كييف في العاصمة الفرنسية باريس، تستهدف إيجاد طريق يمهد نحو إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

ومن المقرر أن يعقب هذا الاجتماع آخر في العاصمة البريطانية لندن يشهد حضور نفس الأطراف، لمواصلة المباحثات بهدف تحقيق وقف إطلاق النار بين الدولتين المتحاربتين منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

في سياق ذلك، يوضح الدكتور نبيل رشوان، الخبير في الشأن الروسي، أن الاجتماع الذي شهدته العاصمة الفرنسية باريس، الخميس، كان يدور حول إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا عقب تحقيق وقف إطلاق النار، وليس محاولة من الدول الأوروبية لفرض نفسها كوسيط لحل الأزمة الروسية الأوكرانية.

ويلفت الدكتور نبيل رشوان، في حديث لـ"دار الهلال"، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بات ينتابها اليأس تجاه إيجاد حل ينهي الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرًا إلى أنها قد تحدد مهلة زمنية معينة خلال الأيام المقبلة، لدفع الأطراف نحو حل الصراع، وفي حال عدم تحقق ذلك، فإن "واشنطن" قد ترفع يديها عن هذه المهمة.

ويؤكد أن من الوارد جدًا أن ترفع الولايات المتحدة يديها عن الأزمة، في ظل أن روسيا تشترط للدخول في وقف إطلاق النار قطع إمدادات السلاح عن أوكرانيا.

رفض الوساطة الأوروبية

وبالنسبة لموقف موسكو من دخول الدول الأوروبية كوسيط لحل الأزمة، يقول رشوان، إن الموقف الروسي واضح في هذا السياق، حيث يرفض دخول الدول الأوروبية كوسيط لحل الأزمة، بناءً على اعتمادها أنها تريد دعم أوكرانيا حتى تحقيق نصر سياسي أو عسكري على موسكو.

ويشير إلى أن النصر السياسي هنا يعني أن تدفع العقوبات موسكو نحو التفاوض على إنهاء الحرب، مقدمةً في ذلك تنازلات، أما عسكريًا، فيعني أن تنتصر أوكرانيا على الأرض، وهو أمر غاية في الصعوبة، لأن روسيا تتفوق على أوكرانيا من أكثر من ناحية.

وفي رأيه، فإن عملية التفاوض على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية تتم بمبادلة أدوار من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن أوروبا لن تبتعد عن "عباءة" الولايات المتحدة، وكذا لن تتخلى الأخيرة عن أوكرانيا، بمعنى أن واشنطن لن تتحالف مع موسكو على حساب حلفائها، بل إن التحالف بينهما قد يتزايد لاستشعار خطر حقيقي يهدد القارة الأوروبية.

وفي هذا الإطار، شدد على أن الدول الغربية بشكل عام لن تتخلى عن أوكرانيا، لما تحظى به هذه البلاد من موارد طبيعية وموقع جغرافي ممتاز، لكن المحتمل أن تتخلى عن جزء منها، كما تخلى من قبل عن ألمانيا الشرقية للاتحاد السوفيتي، لكن بعد ذلك أعادها.

وفي شأن المبادرة الأوروبية لإرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا، يؤكد رشوان، أن روسيا ترفض هذا الطرح جملةً وتفصيلًا على اعتبار أن الدول التي تطرح هذه المبادرة حلفاء في الناتو، وفي حال إن قامت مواجهة أخرى بينها مع أوكرانيا فإنها قد تقصف هذه القوات.

رفض طبيعي 

من جانبه، يؤكد اللواء محمد قشقوش، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن روسيا لن تقبل بالمقترح الأوروبي لإرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا، لكنه قد يُفرض عليها في النهاية.  

وأضاف اللواء محمد قشقوش، في حديث لـ"دار الهلال"، أن رسالة هذا الطرح تريد أن تقول إن من مصلحة روسيا أن تعرف حدود الأقاليم الأربعة التي سيطرت عليها في خضم حربها مع أوكرانيا التي اندلعت في فبراير 2022، بمعنى أن قوات حفظ السلام هي من ستؤكد ذلك.  

وأوضح أن روسيا ترفض من البداية مقترح إرسال قوات حفظ السلام إلى أوكرانيا، لأنها تطمع بأن يكون هناك توسع آخر قادم في الأراضي الأوكرانية.  

وحول رفض موسكو قيام الدول الأوروبية بدور الوساطة لحل الأزمة الأوكرانية، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي، إن من الطبيعي أن ترفض روسيا قيام دول القارة الأوروبية بهذا الدور، لأن معظمها داخل حلف "الناتو".

وأشار إلى أن روسيا في الوقت الحالي تريد أن تبسط سيطرتها على الأقاليم الأربعة التي سيطرت عليها في الحرب الحالية ضد أوكرانيا، فضلًا عن القرم التي سيطرت عليها في عام 2014، وهذا يعني أن روسيا لا تريد أن تتنازل عن الأراضي التي سيطرت عليها، موضحًا أن من شجعها على ذلك هي سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. 

وفي غضون ذلك، شدد قشقوش، على أننا ما نزال في بداية إمساك الخيط الذي قد يؤدي بنا إلى مسار المفاوضات حول هذه الأزمة، ولكن إلى ماذا؟ لا نعلم، حيث إنه ليس هناك بوادر تدلل على ذلك، ففي حين أن أوكرانيا قد تطالب باسترداد كامل أرضها، فإن روسيا ستطالب بضم الأراضي التي سيطرت عليها.

الاكثر قراءة