تُعد قصيدة «فَتَّقَت بِالهَجرِ دُروزَ الهَوى» للشاعر الجاحظ، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
ويعرف «الجاحظ» بأنه أحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة « فَتَّقَت بِالهَجرِ دُروزَ الهَوى».
كما يعد أديب موسوعي من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، خاض رحلة كبيرة نحو تسعين عاماً وترك كتباً كثيرة يصعب حصرها، وإن كان البيان والتبيين، كتاب الحيوان، البخلاء أشهر هذه الكتب.
تعتبر قصيدة «فَتَّقَت بِالهَجرِ دُروزَ الهَوى»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 8 بيتًا، تميز شعر الجاحظ بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.
وإليكم القصيدة«فَتَّقَت بِالهَجرِ دُروزَ الهَوى»:
فَتَّقَت بِالهَجرِ دُروزَ الهَوى
إِذ وَخَّزَتني اِبرَةَ الصَدِّ
فَالقَلبُ مِن ضيقِ سَراويلِهِ
يَعثُرُ بي في تِكَّةِ الجُهدِ
جَشَمَتني يا طيلَسانُ النَوى
مِنكَ عَلى شوزَكتي وَجدي
أَزرارُ عَيني فيكَ مَوصولَة
بِعُروَةِ الدَمعِ عَلى خَدّي
يا كَستَبانُ القَلبِ يا زيقَه
عَذبني التِذكارُ بِالوَعدِ
قَد قَصَّ ما يَعهَدُ مِن وَصلِهِ
مِقراضُ بَينَ مُرهَفُ الحَدِّ
يا حَجزَةَ النَفسِ وَيا ذيلُها
ما لي مِن وَصلِكَ مِن بد
وَيا جَربانُ سُروري وَيا
جَيبُ حَياتي حَلَّت عَن عَهدي