يحتفي مسيحيو مصر، اليوم، بـ "أحد القيامة"، وينتهي الصيام الكبير الذي امتد لنحو 55 يومًا، وترجع قدسية هذا اليوم -في اعتقادهم- إلى أنه يرمز إلى قيامة المسيح من بين الأموات بعد مرور ثلاثة أيام من صلبه ووفاته.
وفي هذا اليوم تدق أجراس الكنائس في مصر والعالم الأرثوذكسي في تمام العاشرة صباحًا، إيذانًا ببدء قداس العيد الذي يرمز -وفقًا للعقيدة المسيحية- إلى الخلاص والسلام والانتصار على الظلام بذكرى قيامة السيد المسيح.
ويحتفل الأقباط بهذا اليوم مع عائلاتهم، وذلك بعد أداء صلواتهم، ثم يعقبه احتفال آخر بيوم شم النسيم، الذي يوافق اليوم التالي لأحد القيامة.
حيث ربط الأقباط بين عيد شم النسيم وعيد القيامة، فالأصل في شم النسيم أنه عيد فرعوني قديم، يرجع تاريخه إلى نحو عام 2700 ق.م تقريبًا، لكن مع دخول المسيحية إلى مصر، وجد الأقباط أن موعده يوافق موسم الصوم الكبير عندهم، فقرروا نقله إلى اليوم التالي مباشرة لعيد القيامة المجيد.
ونظرًا لأن عيد القيامة لا بد أن يأتي يوم أحد، فترتب عليه بالتالي أن عيد شم النسيم لا بد أن يأتي يوم الاثنين.
وتظهر احتفالاتهم في أكل البيض، الذي لا يسمح لهم بأكله في أيام الصوم الكبير، كذلك يأكلون السمك المملح والفسيخ والرنجة، حيث يجد الأقباط في ذلك رمزًا للخلود وعدم الفساد، نظرًا لأن الملح يحفظ السمك من الفساد، وهذا يعطي وسيلة إيضاح قوية للقيامة، كذلك يأكلون البصل والخس.
أحد القيامة
ويأتي "أحد القيامة" بعد انتهاء الصوم الكبير الذي صامته الكنيسة على مدى 55 يوماً، مقسمة إلى ثمانية أسابيع، أشهرها هو "أسبوع الآلام" الذي يبدأ بـ "أحد السعف" وينتهي بـ "سبت النور"، السابق لـ"أحد القيامة".
وتأخذ فكرة "القيامة" مكانة بارزة فى الفكر المسيحي، إذ يعتبر الإيمان بقيامة المسيح أساساً للإيمان بالعقيدة كلها، ومن ثم فإن كل ما ارتبط بهذا المعنى من طقوس وعبادات وممارسات له طبيعة خاصة.
وتذكر المصادر المسيحية، أن في وقت الفجر توجهت ثلاثة نساء إلى قبر يسوع؛ لوضع بعض الحنوط على الجسد، كانوا يتوقعن أن يجدن صعوبة في رفع الحجر الضخم على باب القبر، لكن عندما حين وصلن إلى هناك، رأوا أن الحجر قد دُحرج بالفعل.
وفي هذه اللحظة، انطلقت مريم المجدلية (أحد النساء الثلاثة) لتخبر تلاميذ المسيح، معتقدة أن أحدهم قد أخذ جسده.
كما تذكر أن ملاكًا أخبر النساء بعد ذهاب المجدلية، أن المسيح قد قام من قبره، وحين نظروا إلى القبر وجدوا لفائف الكتان المستخدمة في تكفين جسد يسوع فقط.