السبت 28 يونيو 2025

تحقيقات

عيد الأضحى في قطاع غزة.. أجواء إنسانية صعبة وجرائم الاحتلال متواصلة

  • 4-6-2025 | 14:00

قطاع غزة

طباعة
  • أماني محمد

للعام الثاني على التوالي، تغيب فرحة وبهجة عيد الأضحى عن قطاع غزة، المدمر من ويلات الحرب الوحشية التي يخوضها الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، بين قصف مستمر برًا وبحرًا وجوًا، وإحكام الحصار على القطاع ومنع دخول المساعدات الإنسانية والجوع، والنزوح والتهجير من شمال القطاع إلى جنوبه، يعيش أهالي غزة أيامهم، مع استمرار جهود الوساطة التي تبذل بتنسيق مصري وقطري وأمريكي لوضع نهاية للحرب ووقف إطلاق النار.

 

عيد الأضحى في قطاع غزة

وغابت عن قطاع غزة أي مظاهر للاحتفال بعيد الأضحى، فشوارع مدن القطاع المدمرة تحولت إلى مخيمات للنازحين، وأصوات القصف لا تنقطع، فيقضي الفلسطينيون أيامهم بلا فرحة أطفال تجوب الأسواق، أو شراء للأضاحي أو الملابس الجديدة، أو حتى الاستعداد للحج، وباتت معظم العائلات مشردة بعد أن دمرت الاحتلال منازلها ودفعهم للنزوح من أماكنهم داخل القطاع من شماله إلى جنوبه.

وحوّل الاحتلال غزة إلى أكبر سجن، ففضلا عن  حاصر القطاع منذ 18 عاما، بات الآن معزولا بغلق المعابر أمام المساعدات الإنسانية، ولا سيما المواد الغذائية، منذ 2 مارس الماضي، مع تطبيق سياسة التجويع المتعمد بهدف التهجير القسري للأهالي، حيث أجبرت حرب الإبادة نحو مليوني فلسطيني في غزة على النزوح في أوضاع مأساوية، مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.

 

لا أضاحي في غزة

ورصدت وكالة الأنباء الفلسطينية أجواء ما قبل عيد الأضحى في غزة، فقالت إن هناك انهيارا شبه كامل في قطاع المواشي في القطاع حيث توقف الكثير من المزارع عن الإنتاج، فيما فقدت مئات الآلاف من الأسر القدرة على شراء لحوم الأضاحي، كما تراجعت دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية في غزة.

ونقلت الوكالة الفلسطينية عن صاحب إحدى مزارع المواشي في رفح بغزة، محمود الصرفندي، قوله إن عيد الأضحى قبل الحرب كان موسم عمله الأساسي، وكان يبيع متوسط سعر كيلوجرام الخروف الحي 5 دنانير فقط (25 شيقلا)، وكان الإقبال مرتفعا نسبيا، فيما وصل السعر في العام الماضي أثناء الحرب، بين 20 دينارا أردنيا (100 شيقل) و25 دينارا، وهو ما كان مرتفعًا جدا.

وأوضح أنه خلال الشهرين الماضيين، لم يتمكن من شراء سوى 30 رأسا من الخراف فقط، بسبب الانهيار الكامل في قطاع المواشي، والنقص الحاد في الأعلاف، وعدم وجود بيئة سليمة لتربية الحيوانات أو إعادة تكاثرها، إضافة إلى حالات النزوح المستمر، مضيفًا أن سعر كيلوجرام اللحم الحي ارتفع هذا العام إلى نحو 40 دينارا أردنيا، أي حوالي 230 شيقلا، ما وصفه بأنه " رقم خيالي"، إذ لم يعد بإمكان المواطنين شراء الأضاحي.

 

 

غياب الحجاج في غزة

أما عن أداء فريضة الحج، فنقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة في القطاع، محمد الأسطل، إن حرمان سكان القطاع من الحج يمثل انتهاكا صارخا لحرية العبادة وحقوق الإنسان، وضربا بالقوانين الدولية عرض الحائط.

وأضاف، في حديثه لـ"وفا"، أنه "في عام 2024، كانت حصة غزة من الحج 2850 حاجا، لكنها انخفضت هذا العام إلى 2508، حسب البروتوكول المتّبع بين وزارة الأوقاف الفلسطينية ووزارة الحج والعمرة السعودية، والذي ينص على 1000 حاج لكل مليون نسمة. إلا أن الحصار المستمر والحرب حالا دون تنفيذ ذلك."

 

تدمير المساجد

كذلك حُرم الفلسطينيون من أداء صلاة العيد في المساجد بغزة، إذ يبلغ عدد المساجد التي دمرها الاحتلال منذ بداية الحرب 828 مسجدا دُمرت بالكامل، و167 مسجدا تضررت جزئيا، ما حرم آلاف المصلين من أداء صلاة العيد والجماعة، بعدما تحولت المساجد من منارات للعبادة إلى أهداف عسكرية لطائرات الاحتلال، فيما تحوّلت بعض المساجد المتضررة جزئيا إلى ملاجئ مؤقتة للنازحين.

وأعلن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد حسين، أن موعد صلاة عيد الأضحى المبارك لهذا العام 1446 هو الساعة السادسة وخمس دقائق صباحاً حسب التوقيت الصيفي المحلي.

 

جهود التهدئة والوساطة لوقف إطلاق النار

وفي بيان مشترك، أكدت مصر وقطر مواصلة جهودهما المكثفة لتقريب وجهات النظر والعمل على تذليل النقاط الخلافية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بقطاع غزة ارتكازاً على مقترح المبعوث الأمريكي "ويتكوف" وبما يتيح استئناف المفاوضات غير المباشرة على أساس هذا المقترح.

وأكدت مصر وقطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة اعتزامهما تكثيف الجهود لتذليل العقبات التي تشهدها المفاوضات، كما تدعو مصر وقطر لضرورة تحلي كافة الأطراف بالمسئولية ودعم جهود الوسطاء لإنهاء الأزمة بقطاع غزة وبما يعيد الاستقرار والهدوء للمنطقة.

كما تتطلع الدولتان لسرعة التوصل لهدنة مؤقتة لمدة ٦٠ يوماً تؤدي إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بقطاع غزة، وبما يسمح بإنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع والسماح بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بما يضمن التخفيف من المعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني بغزة، وصولاً لإنهاء الحرب بشكل كامل والبدء في إعادة إعمار القطاع وفقاً للخطة التى اعتمدتها القمة العربية الطارئة في القاهرة فى ٤ مارس ٢٠٢٥.

وتواجه المفاوضات صعوبة في ظل التعنت الإسرائيلي، إذ يفرض الاحتلال قيودًا تعرقل من جهود الوساطة، بينما تنخرط مصر وقطر اللتين بكل ثقلهما الدبلوماسي في الوساطة المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ من أجل وقف دائم لإطلاق النار في غزة، عبر حل أزمة الرهائن والمحتجزين واستدامة دخول المساعدات الإنسانية ووقف دائم لإطلاق النار في القطاع.

الاكثر قراءة