السبت 28 يونيو 2025

ثقافة

"العسب والمدرهة وأهازيج الحج".. طقوس فريدة لليمنيين في عيد الأضحى

  • 7-6-2025 | 16:10

صورة تعبيرية

طباعة
  • دعاء برعي

تتشارك الدول العربية في شعائر عيد الأضحى، وقد تكون بعض عادات وطقوس العيد واحدة في الكثير من الدول العربية، لكن مظاهر الاحتفال تشهد طابعًا مختلفًا وفق ثقافة وعادات البلد، فيطفي كل بلد لمسة خاصة -تعود جزورها لثقافته المجتمعية والتاريخية- على عيد الأضحى، وفي السطور التالية نسلط الضوء على بعض مظاهر "الأضحى" المختلفة من بلد لآخر..

ويحرص اليمنيون على الزيارات و تقديم "العسب" خلال أيام العيد، وهو هدية أو مال كبير يقدمه رجال العائلة عادةً للنساء والأطفال من أقاربهم خلال الزيارات المتبادلة لتقديم التهاني والتبريكات، كما يتم تقديم العسب لأطفال ونساء الجيران والأصدقاء، وهي عادة تزرع الفرحة في قلوب الأطفال والنساء، وتجدد العلاقات وتوطدها بين نساء ورجال العائلة الواحدة.

وتنتظر كثيرٌ من نساء اليمن عيد الأضحى ليستفدن من المبالغ التي يحصلن عليها من الزوار طوال أيام العيد، وتذهب هذه الأموال في شراء الملابس أو الذهب وبعض الاحتياجات، أما من يعشن ظروفاً صعبة، فيفضلن الاستعانة بما حصلن عليه من عسب لتوفير الاحتياجات المعيشية الضرورية.

ويختلف اسم هذه العادة من مدينة إلى أخرى في اليمن، ففي بعض المحافظات تسمى "عوادة" أو "عيدية"، وأصبحت هذه العادة المتوارثة جزءاً مهماً من الموروث الشعبي اليمني.

وفي هذا الإطار قال الفنان التشكيلي والباحث في التراث الثقافي اليمني محمد سبأ في تصريحات سابقة لبوابة "دار الهلال": "تبدأ زيارة الأقارب منذ صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يذهب أفراد الأسرة من الكبار والشباب إلى العمات والخالات والأخوات والأقارب جميعًا من الدرجة الأولى، وتتم الاستضافة في منازل هؤلاء الأقارب، وإعطاء "العسب" أو العيدية، ثم تتوالى زيارات بقية الأقارب، حتى أن البعض ممن لديه أسرة كبيرة يظل لأكثر من يومين وثلاثة في زيارة الأهل. ويعد إعطاء العيدية في الأعياد سُنة، وليست الفكرة في العيدية، وإنما الفكرة في السعادة التي تدخلها زيارة الأقارب من بهجة".

ووفق سبأ فإن عيد الأضحى في اليمن ثلاثة أيام فقط يسبقها يوم للوقفة الصغيرة ويوم للوقفة الكبيرة، ويطلق عليه "العيد الكبير" أو "عيد الحج". وقد تتجاوز الزيارات أيام العيد الثلاثة، لتصبح سبعة أيام أوعشرة أيام حال بُعد مسافات الأقارب بين المحافظات، يظل خلالها الناس يتزاورون للتهنئة".

ويهنئ اليمنيون بعضهم البعض بجمل أشهرها "كل عام وأنتم بخير ومن العايدين الفايزين" و"حجاج في العام القادم إن شاء الله"، و"تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وينعاد علينا وعليكم بالخير والصحة والعافية".

وأضاف سبأ: "يأتي تجديد منازل اليمنيين بمادة النورة البيضاء من الخارج، وتجديد الطلاء والزخارف من الداخل ضمن مظاهر الاحتفاء بعيد الأضحى، وكذا شراء ملابس العيد، وتجهيز الأضحية، حتى أن البعض يشترون الأضحية قبل العيد بشهر أو شهرين، ويتم تربيتها وراعيتها في الجبال والوديان والمراعي، وأيضًا يتم تجهيز الكعك والزبيب واللوز وهدايا العيد".

 وتابع: "أيضًا هناك طقوس مرتبطة بالحج ومنها "المدرهة" التي هي لعبة شعبية تتعلق بهذا الموسم (أرجوحة مصنوعة من أشجار الرمان)، تربط في أحواش ومنازل الحجاج، وتعلق عليها بعد الأقمشة التراثية، ويلعب بها الصغير والكبير، ويردد أهل الحاج خلال اللعب بها أهازيج تدعو للحاج، وتتمنى له العودة بالسلامة وتظل هذه اللعبة في بيت الحاج حتى يعود سالمًا".

وخلص إلى أن أطباق كبدة الأضحية، والمندي، والمظبي، والحنيذ، والمدفون والبرمة، والسلتة، والفحسة، والمخبوزات اليمنية المرتبطة بها هي أشهر الأكلات اليمنية في "الأضحى".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة