تتشارك الدول العربية في شعائر عيد الأضحى، وقد تكون بعض عادات وطقوس العيد واحدة في الكثير من الدول العربية، لكن مظاهر الاحتفال تشهد طابعًا مختلفًا وفق ثقافة وعادات البلد، فيطفي كل بلد لمسة خاصة -تعود جزورها لثقافته المجتمعية والتاريخية- على عيد الأضحى، وفي السطور التالية نسلط الضوء على بعض مظاهر "الأضحى" المختلفة من بلد لآخر..
وحول أبرز عادات وتقاليد عيد الأضحى في تونس ذكرت الروائية التونسية أميرة غنيم في تصريحات سابقة لبوابة "دار الهلال": "يعرف عيد الأضحى في تونس باسم العيد الكبير للممايزة بينه وبين عيد الفطر الذي يسميه التونسيون العيد الصغير، وصفة "الكبير" مرتبطة في المخيال على الأرجح بحجم الاستعدادات لاستقباله والجهد الذي تبذله كل أسرة من أجل إتمام طقوسه على النحو الأمثل".
وأضافت: "قبل الأضحى بأسبوع تنتشر في المدن الكبرى الأسواق الوقتية الخاصة ببيع الأضاحي التي تخصصها الهيئات البلدية لبيع أضاحي العيد، وغالبًا ما ترى هذه البطاحي مكتضة بأفراد الأسرة كبارًا وصغارًا لاختيار الكبش الأجمل والأسمن، ولا يندر أن تكون للأطفال الكلمة الأخيرة في تفضيل كبش على كبش، وهو الأمر الذي يدركه الباعة جيدًا ويستثمرونه خير استثمار في مفاوضات البيع والشراء".
وأوضحت غنيم أنه بوصول الكبش إلى الدار يزيّن صوفه وقرونه بالشرائط الملونة، ويحرص عليه حرصًا بالغًا، خوفًا من مخاطر التخمة وتدهور صحته، ومن مخاطر أخرى تفاقمت في السنوات الأخيرة بعد الارتفاع الجنوني في سعر الأضاحي وانتشار سرقتها من الأسواق والبيوت، وفي الأثناء تنطلق الاستعدادات الموسمية لاستقبال العيد، فتشحذ السكاكين وتنقى التوابل، وتعد الهريسة العربي من معجون الفلفل الأحمر والثوم، وتنظف الخضراوات الورقية التي ستستخدم لإعداد العصبان "وهي أكلة محلية باذخة تعد من أحشاء الأضحية".
وتابعت: "بعد صلاة العيد يوقد الكانون في كل بيت وينتشر ضوع البخور وطيب روائحه في سماء تونس ويرتفع التكبير، وما هي إلا ساعات حتى يضحي الكبش في جفنات، وتجتمع الأسرة لشواء اللحم، ثم تنصب القدور فوق الموقد لإعداد الكمونية "وهو طبق تونسي بلحم الخروف والكبدة" وتجتمع الأسرة الموسعة لتجهيز الدوارة (الأحشاء) وغالبًا ما يكون ذلك الاجتماع مناسبة للتندر حول مقدار مهارة كل فرد منهم في التعاطي مع الأضحية بعد سلخ الكبش.
ووفق غنيم يستمر العيد في بيت التونسي يومين. الأول للأضحية، والثاني لتبادل التهاني والزيارات وتكرار الدعوة التي لا يمل التونسي من سماعها: "ربي يحييك لأمثاله"!