تضم القاهرة، عاصمة مصر لأكثر من ألف عام، عددًا كبيرًا من الشوارع والميادين التاريخية التي يعود تاريخها إلى قرون وتعد هذه الأماكن مقصدًا للعديد من السياح، لما تحمله من طابع جمالي وأهمية ثقافية وتاريخية، مما يجعلها من أبرز معالم القاهرة السياحية والتاريخية.
هذه الشوارع التاريخية ليست مجرد معابر، بل تحكي حكايات ملوك ومفكرين وفنانين، ويقصدها الزوار من داخل مصر وخارجها للاستمتاع بجمالها وعبقها التراثي، فهي من أبرز معالم القاهرة، تجمع بين سحر الماضي ونبض الحاضر، وتشكل عنصرًا أساسيًا في خريطة السياحة الثقافية للمدينة، ومنها شارع البستان.
شارع البستان
أنشأ شارع البستان، السلطان الناصر محمد المملوكي، ويحمل الآن الشارع اسم محمد عبد السلام عارف، وهو أحد قادة الثورة العراقية، وكان يجب أن يستمر اسم البستان لما له من تاريخ عظيم.
وفى شارع «البستان» كان يقع «قصرالبستان» الذي سكن فيه الأمير فؤاد قبل أن يصبح سلطانا على مصر ثم ملكا عليها، وأصبح القصر مقرًا لجامعة الدول العربية قبل أن تنتقل إلى مبناها الحالي المواجه للمقر التاريخي لوزارة الخارجية.
تم هدم قصر «البستان» بعد أن أصبح مقرًا للجمعيات العلمية، وتحول هذا القصر الآن إلى جراج متعدد الأدوار على ناصية الشارع، أى ذهب القصر بعد أن ذهب البستان . . ولكن رغم اللافتات المثبتة على نواصيه مازال العامة يطلقون عليه اسم شارع البستان وقلة هم الذين يعرفون الشارع باسم عبد السلام عارف.
ويتميز شارع البستان بشكله الفريد والمتنوع وأنشطته المتعددة، فبه نادي الدبلوماسيين، وكذلك محال مأكولات شعبية، وحديثة، ومخابز، وحدايد وبويات، ومكتبة كامل الكيلاني العريقة لكتب الأطفال، ويمتد على طوله بكثير من شركات السياحة وعدد من المقاهي منها مقهى «زهرةالبستان».