رحل في مثل هذا اليوم 18 يوليو واحد من أبرز وجوه الفن المصري، الفنان القدير أبو الفتوح عمارة، الذي ترك بصمة واضحة في السينما والمسرح والتلفزيون على مدار عقود، رغم عدم تصدره لبطولات مطلقة، بملامحه الشعبية وموهبته الفطرية، نجح في أن يحجز لنفسه مكانًا دائمًا في ذاكرة الجمهور، قبل أن يودّع الدنيا عام 1998 عن عمر ناهز 66 عامًا.
نشأته وبدايته الفنية
وُلد أبو الفتوح عمارة في 9 سبتمبر عام 1931 بمحافظة الشرقية، ودرس التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية. بدأ خطواته الأولى على خشبة المسرح، حيث شارك في عروض فرقة عبد الرحمن الخميسي مثل "عزبة بنايوتي"، قبل أن ينضم لفرقة المسرح الحديث ويشارك في عروض "روض الفرج" و"البريمة".
أدواره في الدراما التلفزيونية
على شاشة التلفزيون، لمع نجم عمارة في أعمال درامية بارزة، منها "البخيل وأنا" مع فريد شوقي، و"يوميات ونيس" إلى جانب محمد صبحي، كما شارك في "أبوالعلا 90"، و"الصبار"، و"حلم الجنوبى"، مؤديًا أدوارًا ثرية تنوعت بين الكوميديا والتراجيديا.
محطاته السينمائية المهمة
في السينما، تألق في أفلام لاقت نجاحًا جماهيريًا واسعًا، من بينها "ناصر 56"، و"المواطن مصري"، و"الأراجوز"، إلى جانب فيلم "قضية عم أحمد" الذي جسد فيه شخصية العامل البسيط الذي تسبب دون قصد في كارثة مأساوية، ليصبح هذا الدور أحد أشهر أدواره وأكثرها تأثيرًا.
تقدير يوسف شاهين لموهبته
رغم أدواره الثانوية، استطاع أبو الفتوح عمارة أن يجذب انتباه كبار المخرجين، ومنهم يوسف شاهين، الذي رشحه لدور كبير في فيلم "العصفور" بعد أن أُعجب بأدائه المؤثر في مشهد قصير لم يتجاوز الدقيقة.
بصمة خالدة في تاريخ الفن
ورغم ابتعاده عن صدارة الأفيشات، فإن أبو الفتوح عمارة كان دائمًا ذلك الوجه المألوف الذي يمنح أي عمل فني صدقًا وإنسانية، ليبقى اسمه حاضرًا في الذاكرة كلما ذُكر الفن المصري الأصيل.