الإثنين 10 يونيو 2024

مطالبات بضرورة التحرك الدبلوماسي السريع لمنع ترشح إسرائيل لمجلس الأمن.. ودبلوماسيون يؤكدون خطورة الأمر على القرارات العالمية مستقبلًا

تحقيقات28-12-2017 | 17:07

الصفتي يطالب مصر بسرعة التحرك دبلوماسيًا لرفض ترشح إسرائيل بمجلس الأمن

دبلوماسي: "إسرائيل تستغل علاقاتها الجيدة بالدول الأوروبية لدعمها بعضوية مجلس الأمن"

أستاذ علم اجتماع سياسي: "تقديم الدول العربية مذكرة بعدم جواز ترشح إسرائيل لمجلس الأمن ضروري"

طالب عدد من الدبلوماسيون بضرورة التحرك الدبلوماسي الواسع من مصر والدول العربية والأفريقية للتصدي لترشح إسرائيل على أحد مقاعد مجلس الأمن العشرة غير الدائمة، مؤكدين على أهمية التواصل مع الدول الأوروبية والأسيوية لتوضيح خطورة الموقف والتصدي لمنع إسرائيل من عضوية مجلس الأمن.

وعلى الجانب الآخر، أقر البرلمان العربى، فى جلسته العامة الثانية، اليوم الخميس، خطة التصدى لترشح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن على أحد مقاعده العشرة غير الدائمة، وعقدت اللجنة العربية الوزارية المعنية بالتصدي لترشيح إسرائيل لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2019- 2020، اجتماعا، على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبوعلى، وأعدت اللجنة خطة عمل لإفشال ترشح إسرائيل لمجلس الأمن.

ويُذكر، أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم تنل عضوية مجلس الأمن، وهو الكيان الأهم والأكثر تأثيرا في الأمم المتحدة، والذي يمتلك صلاحيات لفرض عقوبات أو تفعيل القوة العسكرية.

الخطوات والإجراءات الواجب اتخاذها لمواجهة ترشح إسرائيل

قال السفير عادل الصفتي، مساعد أول وزير الخارجية الأسبق، إن ترشح إسرائيل لأحد مقاعد العضوية الغير دائمة لمجلس الأمن يتطلب من مصر العديد من التحركات والاتصالات الدبلوماسية الواسعة، والتواصل مع مختلف دول العالم للتصدي لهذا الأمر ومنعه، وخاصة الدول العربية والأوروبية.

وأضاف الصفتي، لـ"الهلال اليوم"، أن قرار إسرائيل بالترشح لم يأتي بشكل مفاجئ ولكنه تم الاتفاق عليه من الجانب الإسرائيلي والجانب الأوروبي والأسيوي، مشيرًا إلى أن المجموعة الأوروبية والأسيوية تفضل الدخول إلى مجلس الأمن، ولكن السماح لإسرائيل بالترشح يعني أنه سبق وتم الاتفاق على هذا الأمر بين عدد من الدول المختلفة.

وأوضح، أن التنازل عن مقعد داخل مجلس الأمن لإسرائيل جاء بالاتفاق مع دول مهمة، مضيفًا أن الجامعة العربية يجب أن تتصدى لها الأمر بالتواصل مع الدول الأسيوية والأوروبية المختلفة لبحث هذا الأمر الخطير، فضلًا عن إمكانية استخدامها قوتها الاقتصادية للتصدي له، من خلال الصفقات التي تتم مع الجوانب الأوروبية والأسيوية والتهديد بمنعها مما يجعلهم يعيدون التفكير في ترشح إسرائيل لمقعد مجلس الأمن.

وأشار إلى أن التواصل ضروري جدًا مع الدولة التي تركت مقعدها لإسرائيل للترشح من خلاله، سواء كانت هذه الاتصالات سياسية أو اقتصادية، موضحًا أن الاتصالات السياسية والاقتصادية هامة جدًا في هذا التوقيت، فضلًا عن التلويح بالتهديد من خلال الصفقات السابق ذكرها، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى مجهود كبير من مصر والدول العربية، لأنه من المؤكد أن إسرائيل استعدت جيدًا لمواجهة أي اتعراضات على ترشحها لمجلس الأمن.

استغلال إسرائيل علاقاتها الدبلوماسية للترشح

بينما قال السفير جلال الرشيدي، عضو وفد مصر الدائم بالأمم المتحدة سابقًا، إنه يجب أن يكون هناك محاولات لعرقلة ترشح إسرائيل لمقعد غير دائم داخل مجلس الأمن من قبل الدول العربية بالتعاون والتواصل مع الدول الأوروبية والأسيوية المختلفة، لافتًا إلى أن الدول العربية أجمع ترفض هذا الأمر وبشدة، ولذا يجب التعاون للتصدي كيد واحدة لهذا الأمر.

وتابع الرشيدي، لـ"الهلال اليوم"، أن إسرائيل حاليًا تستغل علاقاتها الجيدة مع الدول الأوروبية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية لدعمها للترشح على مقعد مجلس الأمن غير الدائم، موضحًا أن وجود خطة جيدة للتصدي لهذا الأمر من قبل الدول العربية وتواصلها المباشر مع الدول الأوروبية قد يؤدي إلى إفشال قبول ترشح إسرائيل لمجلس الأمن.

وأكد، أنه من الممكن استخدام ورقة ضغط على الدول المؤيدة لهذا الترشح للعودة في تأييدها، وخاصة في ظل رفض عدد كبير من الدول الأوروبية لقرار الرئيس الأمريكي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية الشعبية والرسمية ستحقق الهدف المنشود، والتي يجب أن تبدأ من الآن وحتى موعد التصويت على قبولها أو رفضها داخل مجلس الأمن.

وتمنى أن تنجح مصر والدول العربية في التواصل مع الدول الأوروبية والأسيوية لإيقاف ترشح إسرائيل داخل مجلس الأمن.

تقديم مذكرة لعدم جواز ترشح إسرائيل لمجلس الأمن

وفي سياق متصل، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن الترشح على مقاعد العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن يكون على حسب القارات، موضحًا أن مصر ترشحت نيابة عن الدول الأفريقية والعربية، ولكن ترشح إسرائيل حاليًا نيابة عن طريق آسيا.

ولفت صادق، لـ"الهلال اليوم"، أن ترشح إسرائيل من القارة الأسيوية يجعلها بعيدة تمامًا عن النفوذ المصري والأفريقي، مشيرًا إلى أن التحرك الدبلوماسي هام جدًا، ولكن قد يكون صعب لأن الدول الأسيوية اتفقت مع إسرائيل على ترشحها وبالتالي محاولة إقناعها بالانصراف عن هذا الأمر يجب أن يكون مقنعًا وقويًا.

وأضاف، أنه من الممكن الحصول على قرار من مجلس الأمن بمنع إسرائيل من الترشح، لأنها لم تطبق قرارات مجلس الأمن، قائلًا: "في هذه الحالة يصعب ترشحها في مجلس تخالفه في قراراته"، ولكن في هذه الحالة يجب ألا يكون هناك "فيتو" أو حق النقض على هذا الطلب الذي ممكن أن تقدمه الدول العربية والأفريقية، مما يجعله أمر صعب الاستفادة منه وتنفيذه على أرض الواقع، لافتًا إلى أنه يجب التواصل مع الدول الأوروبية والأسيوية للتحدث عن خطورة هذا الترشح وتأثيره على القرارات العالمية المختلفة.

    الاكثر قراءة