الأربعاء 3 سبتمبر 2025

ثقافة

الأحد .. كاريكاتير الستينات في معرض جورج البهجوري بجاليري ضي الزمالك

  • 31-8-2025 | 18:49

من لوحات المعرض

طباعة
  • همت مصطفى

ينظم أتيليه العرب للثقافة والفنون برئاسة الناقد التشكيلي هشام قنديل، الأحد المقبل، بقاعة جاليري ضي الزمالك، معرضًا هاما لفنان الكاريكاتير الكبير جورج البهجوري. 

 

ويستمر المعرض لمدة شهر، ويضم مجموعة من رسومات الفنان بهجوري الكاريكاتيرية الشهير بها والتي أنجزها في مرحلة الستينيات، ومنها أكثر من كاريكاتير عن الزعيم الخالد جمال عبدالناصر. 
وعن المعرض وتجربة «بهجوري يقول الدكتور رضا عبدالسلام: لقد اكتسب الخط عند «البهجوري» طوال سن عمله بالصحافة في مجلة «صباح الخير» أو غيرها من الصحف والمجلات في مصر وباريس والدول العربية وعيا حادا بالأحداث اليومية المحلية والعالمية، جعله يعبر ببساطة وسخرية وبلاغة عن جملة كاريكاتورية طريفة تثير الفكاهة والضحك في نفوسنا، أو جملة تشكيلية تعبيرية جميلة تمس مشاعرنا من الداخل وترسم الابتسامة على الشفاه وتمتعنا. 

الموقف التهكمي من الحياة السياسية والاجتماعية

ويتابع: إن موهبة «جورج» كرسام لا تتجلى فقط كونه رسامًا «رأى ساخر» يعبر برسومه عن القفشة والنكتة والموقف التهكمي من الحياة السياسية والاجتماعية وغيرها.. وهى الصفة التي يصفه بها الكثير ممن يشاهدون أعماله الفنية. إنما في كونه رسامًا محترفًا يتخطى بأدائه المهاري الواعي ذلك الفاصل الدقيق بين الهزلى والجاد، بين المجهول والمعلوم، المقروء والمعبر، ويمزج بينهما في اقتدار لتصبح سمة من سمات الفن المعاصر، كما هي عند «رووه» الفرنسي و «أوتودكس» الألماني والتعبيريين الجدد، وقبل ذلك بكثير جدا، في الرسوم التعبيرية الساخرة المسجلة على الشقفات الفخارية «أو ستراكا» في مصر الفرعونية وفى وجوه الفيوم،

 التحريف والمبالغة في النسب التشريحية والأبعاد المنظورية 

 واستكمل: إن نزوع «البهجوري» المبكر نحو السخرية والتهكم نزوع فطري لديه، نما معه منذ كان طالبا في كُلِّيَّة الفنون الجميلة، وظل يلازمه في كل نتاجه الفني الذي أنجزه طوال سنوات عمره، ومن ثم أصبح ميله الدائم إلى الابتعاد عن المظهر الحقيقي للأشياء واللجوء إلى التحريف والمبالغة في النسب التشريحية والأبعاد المنظورية خاصية من خصائص التعبير المهمة لديه - تحسب له، لا عليه كما يرى البعض- لأن قضية (الفن والحياة) كانت وما زالت تنازع الفنان، ولذا كان عليه أن يختار بينهما، وفى كل محاولة يشعر بالألم والتمزق لأنه يقع بين ضرورة تنفيذ عمله الفني الذي يحبه، وضرورة أن يعيش من خلال عمله كرسام صحفي وأيضا ككاتب ساخر،  وهذه مشكلة عامة يعانى منها الكثير من الفنانين في أنحاء مختلفة من العالم، غير أن «جورج» في مثل هذه الأحوال كثيرًا ما يكون قادرا في اللحظة المواتية أن يقف إزاء حياته العملية كرسام صحفي على بعد كبير، وأن يبتعد عنها قدر المستطاع حين يشرع في إبداع رسومه أو لوحاته التصويرية التي تعبر عن كيانه الخاص. 
 

سمات الشكل الكاريكاتوري 

ولهذا يمكن القول إنه بفضل هذا الازدواج يستطيع أن يصبح بالنسبة لنفسه موضوع تأمل ومادة يستغلها استغلالًا جماليا، وبفضل هذا الازدواج أيضا يتم التحول الذي يغير من سمات الشكل الكاريكاتوري «الهزلي» لتصبح قيمة تعبيرية خالصة في إطار الصياغة الخاصة بها. انظر إلى لوحاته التي أنجزها في الخمسينيات والستينيات وأيضا لوحة  القاهرة 1973 م التي رسمها كأول لوحة عندما عاد من باريس إلى مصر. 
 

ويختتم: إن «جورج»  كرسام في هذا الإطار مثله مثل الرواة الشعبيين أو عازفي الربابة و المسحراتية، فهو بدلا من أن يلجأ إلى وسيلة الحكي بالكلام ويخوض في التفاصيل جملة وراء أخرى يرتجل بالخط ويخوض في تسجيل التفاصيل المرئية وغير المرئية، شكل من هنا و شكل من هناك حتى تصبح اللوحة مزدحمة عن آخرها بعناصر الأشكال والرموز وأيضا الشخوص التي تشكل معا التكوين البنائي للوحة الذي لا يخضع لمنطق بعينه.

أخبار الساعة