18-10-2025 | 10:40
دعاء نافع
في فصل الخريف، يواجه الكثير من الناس العديد من المشكلات الجلدية، ومن أكثرها شيوعا جفاف الجلد الذي يعد عرضا شائعا يطرأ فى هذه الفترة، ويعود ذلك إلى التغيرات المناخية التي تحدث، حيث تقل نسبة الرطوبة في الجو، مع ميل درجات الحرارة تدريجياً إلى الاعتدال والانخفاض، بالإضافة إلى وجود الرياح الجافة التى تؤدى إلى فقدان البشرة لجزء من رطوبتها ، فكيف يمكننا الوقاية من جفاف الجلد فى فصل الخريف وما هى أبرز علاماته ومضاعفاته؟ وماذا عن مرضى الإكزيما والصدفية وما يحتاجونه من روتين للنعاية ببشرتهم خلال هذا الفصل ؟
البداية تأتى من الجفاف الذى قد يصيب الجلد فى فصل الخريف بسبب سحب الرطوبة من سطح البشرة الطبيعية وضعف الغلاف الواقي للجلد فيجعلها أكثر عرضة للتشقق والخشونة وفقدان جزء من الزيوت الطبيعية، لتفقد حيويتها ونضارتها ولا يؤثر هذا الجفاف فقط على المظهر الخارجي للجلد، بل قد يصاحبه شعور بالحكة والانزعاج، خاصة لدى الأشخاص أصحاب البشرة الحساسة أو الذين يعانون من أمراض جلدية مزمنة مثل: الإكزيما أو الصدفية مما يجعلهم بحاجة إلى روتين عناية خاص يحمي بشرتهم من المضاعفات.
مع زيادة الجفاف وضعف الحاجز الجلدي الواقي وتغير العوامل الجوية، يصبح الجلد أكثر حساسية للعوامل الخارجية والملوثات، فيظهر لدى بعض الأشخاص التهاب جلدي بصورة احمرار فى مناطق معينة من البشرة وتورمها وأحياناً تهيجها، حيث يتعرض جلد الإنسان لمشكلات أكبر عند التعرض للهواء البارد أو الانتقال المفاجئ بين أجواء دافئة وباردة في حين يتفاقم جفاف الجلد حال إهمال ترطيب الجلد بشكل مستمر.
ولأجل الوقاية من جفاف الجلد والتهاباته في الخريف، ينصح الأطباء بالحرص على الترطيب المستمر باستخدام كريمات ومرطبات غنية بالمواد التي تحتفظ بالماء داخل الجلد وتمنع فقدانه بسرعة مثل: المرطبات التى تحتوى علي الجلسرين أو زبدة الشيا أو حمض الهيالورونيك. بجانب شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم بما يحافظ على ترطيب الجسم الداخلي، إذ يقلل من علامات الجفاف الظاهرة على الجلد، بالإضافة الى ذلك يجب الابتعاد عن الاستحمام بالماء الساخن لفترات طويلة لأنه يزيد من إزالة الدهون الطبيعية من البشرة، ويفضل استخدام صابون خالٍ من العطور والمواد الكيماوية القاسية.
كما يوصي الأطباء دائما بارتداء الملابس القطنية الناعمة التي تسمح للجلد بالتنفس وتقلل من احتكاك الجلد وتمنع تهيجه، ومن المهم أيضا حماية البشرة من التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة بتغطيتها عند الخروج في الهواء البارد عن طريق ارتداء أوشحة وقفازات عند الخروج، وتوفير بيئة رطبة داخل المنزل باستخدام أجهزة ترطيب الجو عند الحاجة، خصوصا في الأماكن المغلقة التي قد يجف فيها الهواء بسبب المكيفات أو التدفئة.
في نفس السياق، يفضل دائما استشارة الطبيب إذا استمرت التهابات الجلد أو جفافه أو ازدادت شدة الالتهابات، وذلك لتحديد العلاج المناسب حيث تساعد كل هذه الخطوات في الحفاظ على صحة الجلد؛ ليكون قادرًا على مواجهة تحديات فصل الخريف، والتقليل من مشكلات الجفاف والالتهابات والحفاظ على بشرة ناعمة ورطبة؛ لتبقى محمية من التغيرات المناخية التي قد تؤثر عليها في هذه الفترة الانتقالية.