علق الكاتب والروائي أحمد مراد على احتفالية "وطن السلام" التي عقدت بدار الأوبرا بمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة، قائلًا:"سعيد جدًا بهذه الاحتفالية، لأنه كانت هناك سنوات نمجد فيها الحرب، وسنوات أخرى نمجد جهود السلام التي كان كثيرون يفهمونها بشكل خاطئ منذ اتفاقية السلام، على مدار سنوات شهدت معارضات كاملة وغضبًا ومقاطعات حينها."
وأضاف خلال مداخلة مع برنامج "الصورة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي ويذاع على شاشة النهار:"الآن، وبعد مرور كل هذه السنوات، بدأ العالم يعي تلك الرؤية طويلة المدى التي كانت موجودة منذ عهد الرئيس السادات، حتى نصل اليوم إلى مرحلة أن السلام أهم من الحرب. صحيح أنه لا بد أن تكون هناك حرب ، لكن يجب أن يعم السلام بعد ذلك، وأن يقود ويكمل المسيرة.والقضية "
وتابع قائلًا:"سعيد بالوعي الجمعي للمصريين والعرب، وبأنهم باتوا يدركون أن السلام هو اللغة الأذكى في التعامل، فهو يحفظ الأرواح والعالم وينمي الإنسان، ووجود الشباب بيننا افضل من الحروب ."
وعن أجمل اللقطات في احتفالية "وطن السلام"، قال:"مشهد الأطفال مهم جدًا، وهو كل شيء، وتاثرهم عظيم، فهم لغة السلام. الأطفال يمثلون المنطقة التي نحتاجها، فهم الأجيال الجديدة المولودة بلا ضغائن. فلماذا نحقنهم بالكراهية؟ علينا أن نحقنهم بالسلام، وبالاحترام للآخر وللأديان وللتنوع."
أما عن الرسائل التي يجب أن تصل إلى الجيل الجديد وأهمية القضية الفلسطينية وترسيخها في وجدان الأطفال، فقال:"هناك فرق كبير بين السلام والاستسلام، والاختلاف بينهما في حرف واحد فقط، لكنه يصنع الفارق الكبير. فالسلام القائم على القوة، وكوني قادرًا على حماية بلدي، أقوى بكثير من الاستسلام الذي يأتي من الضعف أو الاضطرار."
وأكمل قائلًا:"وهذا ما نراه واضحًا في سياسة مصر خلال الفترة الأخيرة، وليس الآن فقط، بل منذ مختلف الحقب عبر التاريخ، حتى عهد الفراعنة. هذا تاريخ ممتد، وصولاً لمرحلة قادش في عهد رمسيس الثاني، حيث كان اختيار السلام سببًا في الوصول إلى مراحل متقدمة جدًا."
واختتم قائلًا:"دائمًا أفكر في الأجيال التي وُلدت في الخمسينيات وشهدت الحروب، من حرب 1956 إلى حرب 1967 وحرب الاستنزاف وأكتوبر. هؤلاء عانوا كثيرًا، وعندما انتهت تلك الحروب كانوا قد فقدوا سنوات شبابهم، وأتمنى ألّا يتكرر ذلك مرة أخرى."