8-11-2025 | 11:06
أحمد فاخر
يعد سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال خاصة بعد سن الخمسين، ويتوقع أن يتضاعف عدد المصابين به عالميا من 1.4 مليون في 2020 إلى 2.9 مليون بحلول 2040، نتيجة لتقدم العمر وزيادة متوسط العمر المتوقع، فماذا عن أسباب الإصابة وأبرز طرق الوقاية ؟!
نبدأ الحديث مع الدكتور محمد محمود زهران أستاذ جراحة المسالك البولية، الذي يوضح أن سرطان البروستاتا هو نوع من السرطان يصيب غدة البروستاتا، وهي جزء من الجهاز التناسلي الذكري تقع أسفل المثانة، وغالباً ما ينمو هذا النوع من السرطانات ببطء، لكنه قد يكون عدوانياً خاصة في المراحل المتقدمة، وقد تم تسجيل 1.4 مليون حالة جديدة في عام 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى 2.9 مليون حالة بحلول 2040، عالمياً كما أن هناك 375 ألف حالة وفاة سنوياً بسبب سرطان البروستاتا، ويشكل حوالي 15 % من إجمالي حالات السرطان لدى الرجال ويعتبر الأكثر شيوعا بينهم.
ويضيف أنه «للأسف يمكن أن يشهد العالم زيادة كبيرة في الحالات، مؤكداً أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة هم:
• الرجال فوق سن الخمسين أكثر الفئات عرضة، حيث تزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في العمر.
• الذين لهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستاتا.
• من يتناولون كميات كبيرة من الدهون الحيوانية واللحوم الحمراء.
• المصابون بالسمنة، حيث إنها قد تزيد من خطر تطور المرض إلى مراحل متقدمة.
ورغم أن بعض أسباب الإصابة لا يمكن التحكم بها، إلا أن هناك خطوات فعالة للوقاية من الإصابة مثل: الإكثار من الخضراوات والفواكه وتقليل الدهون الحيوانية، كما يفضل ممارسة الرياضة بانتظام لتزيد المناعة ويقلل ذلك من خطر الإصابة بالسرطانات، بالإضافة لتجنب تناول الوجبات السريعة التي تؤدي إلى الإصابة بالسمنة حيث ترتبط بزيادة خطر تطور المرض، مع تجنب التدخين، وتقليل التعرض للمواد الكيميائية الضارة في بعض بيئات العمل.
ويميل الأطباء إلى تصنيف سرطان البروستاتا إلى ثلاثة أنواع:
الأول: سرطان البروستاتا منخفض الخطورة حيث ينمو ببطء وقد لا يحتاج إلى علاج فوري.
الثاني: سرطان البروستاتا متوسط وعالي الخطورة فهو أكثر عدوانية ويتطلب تدخلاً طبياً سريعاً.
الثالث: سرطان البروستاتا المنتشر ويعتبر الأشرس على الإطلاق، حيث ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل: العظام والغدد الليمفاوية.
ومن أكثر الأعراض الشائعة التي تستدعي الفحص الفوري هي:
• صعوبة أو ألم أثناء التبول.
• دم في البول أو السائل المنوي.
• ألم في الحوض أو أسفل الظهر.
• ضعف في تدفق البول.
من ناحيته، ينبه الدكتور أشرف مشرفة أستاذ جراحة المسالك البولية، إلى أن الكشف المبكر لا يعني بالضرورة وجود سرطان، لكنه يزيد من فرص العلاج الناجح ويقلل من المضاعفات، كما يعتبر من أهم الأسباب للسيطرة على المرض بأسهل الطرق وأسرعها، ويتم ذلك عن طريق الفحوص الدورية المختلفة، والفحص الإكلينيكي خاصة للرجال فوق سن 50 أو من لديهم تاريخ عائلي.
ويوضح مشرفة أن سرطان البروستاتا مرض شائع لكنه قابل للكشف المبكر والعلاج الفعال، ويتم ذلك من خلال التوعية والفحص الدوري وتغيير نمط الحياة، ومع تطور الطب تتوفر خيارات علاجية متعددة تناسب كل حالة، مما يمنح الأمل للمرضى في حياة صحية وطبيعية، ومن أهم الفحوص الوقائية لسرطان البروستاتا هي: تحليل PSA وفحص المستقيم، وينصح بها للرجال فوق سن 50 أو لمن لديهم تاريخ عائلي مع المرض، فهذه الفحوص تساعد في الكشف المبكر وزيادة فرص العلاج والشفاء، وهي كالتالي:
- تحليل PSA :
تحليل دم يقيس مستوى بروتين PSA الذي تنتجه غدة البروستاتا، حيث إن ارتفاع مستوى PSA قد يشير إلى وجود سرطان وتضخم أو التهاب في البروستاتا، وينصح به للرجال فوق سن 50 أو ابتداءً من سن الـ 45 إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض ، ولابد أن يتم هذا بعد إستشارة الطبيب.
- فحص المستقيم:
هو فحص يدوي يقوم به الطبيب عبر المستقيم لتحسس غدة البروستاتا، يساعد في اكتشاف أي تضخم أو كتل غير طبيعية، وهو أيضاً كشف بسيط وسريع، لكنه لا يوضح كل الحالات بمفرده.
- التصوير بالرنين المغناطيسي:
وهو عبارة عن تصوير دقيق للبروستاتا لتحديد وجود أورام أو مناطق بها أعراض، ويستخدم عندما تكون نتائج الفحصين السابقين غير واضحة أو مثيرة للقلق.
- أخذ عينة من البروستاتا:
وهو عبارة عن أخذ عينات صغيرة من نسيج غدة البروستاتا لفحصها تحت المجهر، ويتم عمل هذا التحليل إذا كانت نتائج الفحوص السابقة تشير إلى احتمال وجود سرطان، حيث إنه يؤكد التشخيص بدقة لكنه يجرى فقط عند الحاجة.
أما عن أنواع العلاجات المتاحة يشير الدكتور أحمد إسماعيل أستاذ جراحة المسالك البولية والتناسلية إلى أن اختيار العلاج يعتمد على كلٍ من مرحلة الإصابة بالمرض وعمر المريض وحالته الصحية العامة، وهذا يتم من خلال الخطوات التالية بالترتيب:
- المراقبة ومتابعة الحالة في الحالات منخفضة الخطورة، وتشمل متابعة دورية لتحليل PSA والفحص الإكلينيكي.
- إجراء جراحة لاستئصال البروستاتا، حيث تجرى في الحالات المتوسطة إلى عالية الخطورة، وقد تؤدي إلى بعض المضاعفات مثل: سلس البول أو ضعف الانتصاب.
- العلاج الإشعاعي الذي يستخدم لتدمير الخلايا السرطانية، ويمكن أن يتم عن طريق العلاج الموضعي.
- العلاج الهرموني الذي يهدف إلى تقليل مستويات التستوستيرون الذي يغذي نمو السرطان، ويستخدم غالباً في الحالات المتقدمة أو المنتشرة.
- العلاج الكيميائي الذي يستخدم في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الهرموني، وقد يسبب آثاراً جانبية مثل: الغثيان وفقدان الشعر.
- العلاج المناعي والموجه من التقنيات الحديثة وما زال قيد التطوير في بعض الدول ويستهدف الخلايا السرطانية بدقة.