6-12-2025 | 10:40
دعاء نافع
يعد الالتهاب الرئوي من أشهر الأمراض التنفسية التي ما زالت تمثل تحديا صحيا، حيث يتسبب هذا المرض أحياناً في وفاة مئات الآلاف من الأشخاص سنوياً حول العالم، خاصة بين كبار السن والأطفال، ويصف بعض الأطباء هذا الالتهاب بالعدو الصامت بسبب قدرة هذا الالتهاب على التطور بسرعة جدا دون أعراض واضحة، لهذا يجب زيادة الوعي حول أسبابه وطرق الوقاية منه، وهذا ما نحاول استعراضه في هذا التقرير.
في البداية، يصيب الالتهاب الرئوي الحويصلات الهوائية الموجودة في الرئتين و أنسجة الرئة، وهذه الحويصلات مسئولة عن تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، فعند الإصابة بالالتهاب تمتلئ الحويصلات بالصديد، الذي قد يؤدى إلى صعوبة في التنفس مع قلة نسبة الأكسجين التي تصل إلى الدم.
وتختلف شدة الالتهاب بين الناس، فقد يكون بسيطًا يمكن علاجه في المنزل، أو خطيرًا يستدعي دخول المستشفى، وتظهر على المريض مجموعة من الأعراض أبرزها ارتفاع درجة الحرارة، السعال، ضيق النفس، ألم في الصدر وإرهاق شديد.
وتتنوع أسباب الإصابة بالالتهاب الرئوي، لكن من أشهرها العدوى البكتيرية بالإضافة إلى العدوى الفيروسية وخاصة في فصل الشتاء، ومن بين الفيروسات الشائعة فيروس الأنفلونزا وفيروس كورونا بأنواعه وفيروسات البرد الشائعة.
أما الالتهاب الرئوي الفطري فهو عادة ما يظهر لدى مرضى السرطان و مرضى الإيدز ومن يتناولون بعض أدوية مثبطة للمناعة، وهناك أيضاً الالتهاب الرئوي الاستنشاقي، الذي يحدث عندما يستنشق أحد الطعام أو السوائل أو القيء بدلًا من دخولها للمعدة، ويكثر لدى كبار السن و مرضى السكتات الدماغية بالإضافة إلى من يعانون صعوبة في البلع.
وتتمثل الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي في الفئات التي تمتلك مناعة ضعيفة أو من يملكون قدرات تنفسية أقل كالأطفال دون خمس سنوات ، وهذا بسبب عدم اكتمال الجهاز المناعي لديهم، علاوة على كبار السن فوق 65عاما نتيجة ضعف المناعة وتراجع قدرة الرئتين على العمل بكفاءة، بالإضافة إلى أصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى السكري أو مرضى القلب، والمدخنين، حيث يضعف التدخين الخلايا، ويقلل من قدرة الرئة على طرد الميكروبات.
وتختلف طرق علاج الالتهاب الرئوي بحسب نوع العدوى وشدة الأعراض فالالتهاب الرئوي البكتيري يتم علاجه بمضادات حيوية يحددها الطبيب بالإضافة إلى استخدام خافضات الحرارة ومسكنات الألم.
أما علاج الالتهاب الرئوي الفيروسي فإنه يكون بالراحة والسوائل وخافضات الحرارة، ولكن بعض الحالات تحتاج مضادات فيروسية، وقد يحتاج الأطباء في حالات الإصابة من المتوسطة إلى الشديدة إلى أكسجين مع إعطاء المريض سوائل وريدية.
ويمكننا أن نحمي أنفسنا من الإصابة بالالتهاب الرئوي بالحصول على اللقاحات مثل لقاح الأنفلونزا السنوي و لقاح المكورات الرئوية خاصة لكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.
وتلعب النظافة الشخصية دوراً مهماً فى الوقاية من الالتهاب الرئوى من خلال غسل اليدين باستمرار وتجنب لمس العينين والأنف واستخدام المناديل عند السعال، كما أن تعزيز جهاز المناعة عنصر فعال للوقاية فالغذاء المتوازن الغني بالخضراوات والفواكه وشرب كمية كافية من الماء يحمينا من الالتهاب والإقلاع عن التدخين أحد أهم خطوات حماية الرئتين، يظل الالتهاب الرئوي مرض قد يبدو بسيطًا ، لكنه قد يهدد الحياة عند إهماله، خاصة لدى الفئات الضعيفة، ورغم ذلك يمكن الوقاية منه بدرجة كبيرة عبر اتباع الإجراءات الصحية السليمة والحصول على اللقاحات اللازمة، والوعي والوقاية، والعلاج المبكر هي الأسلحة الحقيقية للحد من انتشاره.