السبت 1 يونيو 2024

بدء إنشاء أكبر مدينة للمنسوجات في مصر.. خبراء: إحياء للصناعة المصرية.. وقلعة جديدة لقطاع الغزل والنسيج.. وتقوية للصادرات.. والمشروع يوفر الآلاف من فرص العمل

تحقيقات15-1-2018 | 16:34

خبير اقتصادي: مدينة المنسوجات قلعة جديدة للغزل في مصر   

أستاذ تخطيط: السيسي يهتم بإحياء الصناعات المصرية كمحور هام للتنمية    

محمد قاسم: المدينة إضافة لتقوية الصادرات المصرية

أكد خبراء اقتصاديون أن مدينة المنسوجات التي سيجري إنشاءها في مدينة السادات بمحافظة المنوفية، هي خطوة جيدة وإضافة قوية لقطاع الغزل والنسيج في مصر، مؤكدين أنها ستوفر الآلاف من فرص العمل وستعمل على تقوية الصادرات المصرية في ظل ما تمتلكه من إمكانيات في هذا القطاع وتميز القطن المصري طويل التيلة.

وخلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمشروعات قومية، اليوم الاثنين، في المنوفية، أعلن وزير الصناعة والتجارة المهندس طارق قابيل، بدء إجراءات إنشاء أكبر مدينة لصناعة المنسوجات والملابس في مصر على مساحة 3.1 مليون متر مربع بمدينة السادات، وبإجمالي رأس مال مدفوع ملياري دولار سيتم ضخها على 7 سنوات باستثمار أجنبي 87% و13% استثمار محلي،  وتضم 568 مصنعًا.

وتوفر المدينة الجديدة نحو 160 ألف فرصة عمل مباشرة وبإجمالي قيمة إنتاج سنوي تصل إلى 9 مليارات دولار، وستتضمن مدرسة للتدريب على أحدث التكنولوجيات في مجال صناعة الغزل والنسيج، على أن تنفذ على 5 مراحل وتنته المرحلة الأولى في 2020 والخامسة في 2024، فيما طالب الرئيس بتقليص المدة إلى أقل من ذلك.

تقوية الصادرات المصرية

قال محمد قاسم، نائب رئيس المجلس الأعلى للصناعات النسيجية سابقاً، إن بدء إنشاء أكبر مدينة لصناعة المنسوجات والملابس في مدينة السادات بالمنوفية هو خطوة جيدة وإضافة لقطاع النسيج في مصر بعدما عانى خلال سنوات ماضية من تراجع مكانته.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن أهمية هذه المدينة في كونها تساعد على تقوية الصادرات المصرية من المنسوجات إلى مختلف دول العالم، مؤكداً أن نجاحها في تحقيق هذا الهدف يتطلب دراسة السوق جيداً وبحث احتياجات المستثمرين والمصدرين والاستجابة لمتطلباتهم.

وأكد قاسم أن قطاع النسيج في مصر يحتاج التوسع في هذه المشروعات والمدن الصناعية ليستعيد مكانته كما كان في الماضي.

إحياء الصناعات المصرية

فيما قال الدكتور صلاح هاشم، أستاذ التخطيط والتنمية بجامعة الفيوم، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعمل على أكثر من محور تنموي في خطة عمله، من بينهم إحياء الصناعات المصرية واستكمال النهضة الصناعية التي بدأت في الخمسينيات من القرن الماضي وتعطلت خلال العقود الماضية ومنها الصناعات النسيجية.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن المحلة الكبرى كانت من أكبر المدن الصناعية النسيجية في العالم وكان يرتدي منتجاتها جميع فئات الشعب لكنها تراجعت بشكل كبير، موضحاً أن البدء في إنشاء أكبر مدينة للمنسوجات في السادات بالمنوفية هو خطوة لإحياء صناعة النسيج وتعظيم العائد منها.

وأوضح هاشم أن المدينة الجديدة تستوعب الآلاف من الشباب للعمل وتخلق عمالة متخصصة بعد أن كادت، مضيفاً أن المدينة تخلق أيضاً قيمة مضافة على الدخل المصري بدلاً من تصدير القطن كمادة خام.

وطالب أستاذ التخطيط بالتوسع في زراعة القطن المصري طويل التيلة بعد أن تراجعت المساحات المنزرعة به بشكل كبير خلال السنوات الماضية وإعادة الدورة الزراعية والاهتمام بالفلاحين وتقديم تسهيلات لهم لكي لا تعتمد المدينة الجديدة على القطن الصيني فقط.

قلعة جديدة للغزل في مصر

وقال الدكتور فخري الفقي، مساعد رئيس صندوق النقد سابقاً والخبير الاقتصادي، إن مشروع مدينة صناعة المنسوجات والملابس هو قلعة جديدة من قلاع الغزل والنسيج في مصر بالتعاون مع الجانب الصين، مضيفا أنها ستكون بنسبة 87&% باستثمار أجنبي و13% محلي.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن المدينة ستعمل على تقليل الواردات من النسيج كما سيزيد من الإنتاج داخل مصر والتصدير إلى الخارج، موضحا أن مصر لديها مزايا نسبية منها القطن المصري طويل التيلة والإمكانيات البشرية وتستفيد أيضا من القدرات في قطاع الطاقة وكلها هذا يساعد المدينة لتعالج جزء من الخلل في الميزان التجاري.

وأكد الفقي أن الرئيس يريد إنهاء هذه المشروعات في أسرع وقت وكذلك الاهتمام بتجديد قلاع الغزل والنسيج في المحلة الكبرى وكفر الدوار وتأهيلها لأنه لا يعقل أن تعمل بتكنولوجيا وخطوط إنتاج قديمة ما يخلق منافسة بين المشروعات الحكومية والقطاع الخاص، مضيفا أن التوسع في زراعة القطن مطلوب بدلا من الاعتماد على الصيني وتصدير القطن المصري كمادة خام.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن المدينة ستنفذعلى5 مراحل فتم تجهيز المكان والأراضي وستبدأ الإنشاءات قريبا، وأن مدة بناؤها حسبما أعلن وزير الصناعة 7 سنوات لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي طالب بتقليص المدة إلى ثلاث سنوات وطرح إمكانية الدخول بـ50% من رأس المال.