كتبت: إيمان العمري

لماذا أنتظر مكافأة من أحد؟! أنا أقدم لي ما أستحقه من المكافآت أو بمعنى آخر"أدلع نفسي"، فمهما كانت الضغوط والإحباطات التي أمر بها لابد من أخذ هدنة أفكر فيها في كل ما أفعله وهل حقاً أستحق التقدير؟ وقتها لا أتردد وأبدأ في مراسم التدليل وأفعل كل ما يسعدني، فمن يشاركني من الأصدقاء في هذه الأوقات السعيدة؟

ملك أحمد، طالبة في المرحلة الإعدادية تشاركني بقطع من الشيكولاتة اللذيذة، فهي دائما ما تتناولها عندما تشعر أنها فعلت شيئاً جيداً نال استحسان من حولها، أو كانت هي سبب سعادة من تحبهم، هنا لابد من مكافأة متميزة تتمثل في إسعاد نفسها بتناول الحلوى وخاصة الشيكولاتة.

السفر

 أما إنجي الحاج خريجة إعلام الجامعة الأمريكية، فالمكافأة عندها مرتبطة بالنجاح، تقول: عندما أحقق النجاح في شيء فعلته وقتها أحب أن أشعر بالسعادة، وبالتقدير على ما أنجزته، وذلك بأن أحصل على شيء كنت أتمناه من فترة.. وأكثر الأشياء التي تسعدني هي السفر فأشعر فيه بالمرح، والانطلاق، وذلك بالخروج عن المألوف وكسر الروتين، هكذا أدلل نفسي كما أحب.."

وتدليل الذات عند هالة الصفتي-صيدلانية- له طريقة خاصة فهي تحب"اللمة" مع الأهل، يتجمعون ويخرجون لتناول الطعام في الأماكن المحببة لديهم، فهي لا تشعر بالسعادة بمفردها، وأهم شيء لديها هو أن تكون مع من تحبهم حتى لو كان تجمعهم لتناول أكواب الشاي في بلكونة المنزل.

وفق الحالة النفسية

"في الفرح والحزن أحب مكافأة نفسي".. بهذه العبارة تبدأ أسماء أحمد- مدرسة- كلامها وتستطرد مؤكدة أن تدليل الذات مهم جداً سواء كان الشخص يمر بحالة مزاجية سيئة أو يشعر بالسعادة، وتضيف قائلة: عندما أنجح في إنجاز عمل كان يراه الجميع صعباً أشعر وقتها بالفرح والتميز وأنني أستطيع القيام بالمهام الصعبة، لذا لابد من الحصول على مكافأة تتمثل في الذهاب للسينما والتنزه، أما عندما تتملكني حالة من الإحباط فأحتاج وقتها أيضاً لأن أدلل نفسي لأهون عليها الأمر وذلك"بالتمشية" مع تناول الحلوى كالأيس كريم أو الشيكولاتة، وبالفعل تتحسن حالتي بشكل ملحوظ.."

أما كريم عبد العزيز- محام- فعندما يكون في حالة نفسية سيئة ويريد أن يغيرها فوسيلته الوحيدة هي تدليل نفسه، يقول: وقتها أتناول أي شيء أحبه وخاصة الحلويات وفي الغالب لا أفعل ذلك بمفردي بل أفضل أن أكون بصحبة أحد الأصدقاء حتى أغير من الجو السيئ الذي يحيط بي وأعود لانطلاقي مرة أخرى.."

طاقات إيجابية

وتعلق على حكايتنا مع تدليل النفس خبيرة التنمية البشرية المدربة الدولية فاطمة الزهراء رفعت تقول:"مكافأة النفس من الأمور المهمة جداً والتي لها العديد من الآثار المفيدة التي تمنح الفرد طاقات إيجابية وذلك بأن هذا السلوك يعدل الحالة المزاجية من السالب للموجب، ويمنح النفس الثقة والسعادة ويجدد الأفكار ويخلق طموحاً عالياً لدى الفرد، ويطرد الأفكار السلبية ويقوي من عزيمة الإنسان.."

وتستطرد مؤكدة أن البعض قد يرى أن هذا مجرد كلام لكن التجربة خير برهان فمن المهم أن يقدر الفرد نفسه، ويعطيها المكافأة المناسبة حتى لو على سبيل التحفيز، فمثلاً لو كان الشخص يحب نوعاً معيناً من الشيكولاتة يبحث عنه ويشتريه ويتناوله مع فنجان قهوة وقتها سيشعر بتغيير كبير في حالته المزاجية فهو بالفعل قد دلل نفسه، وهناك وسائل كثيرة للتدليل مثل التنزه.. السفر.. فعل أي شيء يحبه الفرد.

وتضيف ذاكرة أن كل شخص يستطيع أن يفعل ذلك المهم أن يبدأ، لكن للأسف هناك الكثير يقف عند عتبة الموضوع يخاف ما هو قادم ولا يفعل شيئاً، وهؤلاء يظلون يعانون من ضغوط الحياة ولا ينعمون بلحظات السعادة وهم يدللون أنفسهم.