وسط تعاون وثيق بين القيادتين الموريتانية والسنغالية يبدو أن الأزمة التي نجمت عن قتل خفر السواحل الموريتاني لصياد سنغالي في طريقها إلى الاحتواء.
ففي العاصمة الموريتانية نواكشوط، استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، مساء اليوم الثلاثاء، بالقصر الرئاسي في نواكشوط، الشيح آمادو التجاني با، أحد أبرز مشايخ الطرق الصوفية في السنغال.
وقال محمد السراج المتحدث باسم التجاني با -في تصريح للإذاعة الموريتانية- إن الشيخ آمادو سعيد بحفاوة الاستقبال، مشيرا إلى الروابط الروحية والتاريخية بين الموريتانيين والسنغاليين الذين قال إنهم شعب واحد تربطه أواصر الإخوة والتاريخ والجغرافيا.
وأضاف أن الرئيس الموريتاني استعرض خلال اللقاء، أهمية هذه الروابط وعمقها ورسوخها.
وفي العاصمة السنغالية دكار، قال الرئيس السنغالي ماكي صال- في تصريحات نقلها التلفزيون السنغالي- إن موريتانيا والسنغال جاران شقيقان ويجب أن يتوصلا لحل ينهي الاحتكاكات بين الصيادين التقليدين وخفر السواحل.
كان صياد سنغالي قتل إثر إطلاق نار من طرف قوات خفر السواحل الموريتانية، عندما قام زورق سنغالي بدخول المياه الإقليمية الموريتانية من دون ترخيص.
وتسبب مقتل الصياد في مظاهرات غاضبة قادها الصيادون في مدينة سينلوي (شمالي السنغال) على الحدود مع موريتانيا، واستهدف المحتجون الغاضبون محلات لتجار موريتانيين، قبل أن تتدخل الشرطة.
وقال الرئيس السنغالي ماكي صال "إن حكومتي البلدين ستنظران عن قرب لهذه القضية، لأننا جيران ولا يمكننا أن نستمر في العيش هكذا"، مضيفا "بالطبع يتوجب علينا أن نحترم سيادة الدولتين، وخاصة من جانبنا نحن في السنغال، ولكن كما سبق وقلت، فلا يمكننا أن نتجاوز عن إطلاق النار على مواطنينا، هذا غير ممكن".
وتابع صال: "بما أننا جيران فيمكننا أن نسير هذه القضايا المتعلقة بالصيد وانتجاع المواشي، وحركة الأشخاص والممتلكات، ما بين بلدين جارين وشقيقين".
كان الرئيس السنغالي قد أجرى مباحثات حول الموضوع في أديس أبابا على هامش القمة الإفريقية مع نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
وفيما تتعزز المساعي الحكومية لاحتواء الأزمة، أفادت صحيفة (الوطن) الموريتانية الإلكترونية، مساء اليوم، بوصول جثة الصياد السنغالي إلى العاصمة نواكشوط، حيث يتوقع أن تخضع الجثة للتشريح.
وأضافت أن البحرية الموريتانية أبلغت الجانب السنغالي أن إطلاق الرصاص باتجاه قارب الصيد كان يهدف إلى تعطيل القارب ولم يكن يهدف إلى إصابة الصيادين.
وقالت البحرية الموريتانية إن القارب الذي يقل صيادين سنغاليين عبر إلى المياه الإقليمية الموريتانية ولم يستجب للتحذيرات.
من جانبها، دعت أحزاب موريتانية معارضة- في بيان مشترك- موريتانيا والسنغال إلى الإسراع في إبرام اتفاقية في مجال الصيد البحري واحتواء الأزمة الحالية.