أعلن المشاركون في مؤتمر (مصر على طريق التنمية) دعمهم للرئيس عبد الفتاح السيسي في استكمال خطط التنمية الشاملة للدولة المصرية التي بدأها قبل 4 سنوات، مؤكدين كبر حجم الإيمان لدى القيادة السياسية بقيمة ومعنى تراب هذا الوطن.
ونبه المشاركون في المؤتمر - الذي نظمه المركز العربي الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والبرلمانية برئاسة السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق بمدينة مرسى علم في محافظة البحر الأحمر - إلى خطورة المرحلة المقبلة وأهمية الوقوف والاصطفاف خلف الدولة المصرية وقيادتها ضد التحديات والمؤامرات التي تحاك لهذا الوطن، وذلك من أجل تسريع وتيرة التنمية الشاملة التي أطلقتها الرئيس السيسي قبل 4 سنوات.
وأجمع المشاركون في المؤتمر الشعبي الحاشد - الذي عقد من أجل تكريم السيسي على جهوده التي قام بها في الجنوب للشركات الصغيرة والمتوسطة في مجال التعدين - على أن مصر ستقف عصية أمام أي تحد، وأن شعب مصر سيثبت للعالم خلال الفترة المقبلة حرصه على دولته وقيادته السياسية المتمثلة في الرئيس السيسي، وأن وعي هذا الوطن سيقف حائلا أمام أي محاولات لزعزعة عقيدة هذا الوطن واستقرار شعبه.
وفي السياق، أكد السفير العرابي أهمية "القوة الذاتية" لهذا الوطن الذي يتفانى الجميع للنهوض به ومساعدة الشعب لدولته للحفاظ على الأمن القومي المصري، معربا عن ثقته في ربان السفينة المصرية (الرئيس السيسي) لمواجهة الأمواج التي قد تواجهها مصر وسط إقليم مليء بالتحديات.
وشدد العرابي على أن القيادة السياسية قادرة على بناء اقتصاد وطني قوي وتنمية ليست اقتصادية فقط وإنما سياسية تتعلق بمستقبل وطن يتطلع إلى حياة أفضل في كل المناحي الاقتصادية والاجتماعية، وقال: "نحن الآن على المسار الذي يستطيع أن نتقدم فيه لنبني اقتصادا قويا قائما على ثروات وسواعد أبناء هذا الوطن".
وفي إشارة إلى مشروع المثلث الذهبي الذي سيقام بالمنطقة بين سفاجا والقصير وقنا، أعلن العرابي - وهو أيضا عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب - أن محافظة البحر الأحمر ستكون أحد أعمدة بناء المستقبل، قائلا:" المستقبل يحمل الكثير لشرق مصر من هذه الأرض الطيبة".
من جانبه، نوه الدكتور صلاح حسب الله المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب بقيمة التضحية عند أبناء هذا الوطن، وحيا كل من ضحوا من أجل شعب هذا الوطن وأن يعيش مستقرا.
واستطرد بالقول "إن الحديث عن إنجازات الدولة خلال الأربعة أعوام الماضية ليست حكاية عن رئيس وإنما هي حكاية وطن، بشعب وقف إلى جوار قيادته السياسية وجيشه لبناء حاضره ومستقبله".
وفي أثناء هذا عرض المتحدث باسم النواب مقطع فيديو - خلال المؤتمر - أثناء تكريم الرئيس لأم لأحد شهداء مصر الأبرار وهو الشهيد محمد أنور، وما أن استمع الحضور لكلمة أم هذا الشهيد - في المقطع - ليتبع ذلك تصفيق حار من جميع الحضور، خاصة عندما أجهشت الأم بالبكاء قائلة - وهي في ثبات واتزان أمام الرئيس - "الشهيد ميتحزنش عليه.. الشهداء كرموا أهلهم وكرموا بلدهم".
ووسط هذا، دعا الدكتور حسب الله جميع أبناء قبائل الجنوب الحاضرين في المؤتمر إلى الاصطفاف بقوة خلف الدولة الرئيس، وأن يثبتوا للعالم هم وباقي أبناء شعب مصر أمام صناديق الاقتراع أيام 26 و27 و28 مارس المقبل حرصهم على قيادتهم ودعمهم لها.
وفي هذه الأثناء، وقف أحد المشايخ القبائل ويدعى الشيخ إبراهيم احمد محمد عاصم - مقاطعا الحديث - بالقول "نؤيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.. نحن واقفون مع الجيش والشرطة" ؛ ما استنهض همة الحضور من أبناء القبائل لتزداد سخونة قاعة المؤتمر بحرارة التصفيق المستمر.
إلى ذلك أكد وزير البترول الأسبق المهندس أسامه كمال أن القيادة السياسية ترى في التنمية مدخلا حيويا لبناء دولة حضارية عصرية حديثة، مشيرا إلى مشروع المثلث الذهبي الذي قال إنه إحدى ركائز الأمن القومي المصري، مضيفا أنه سيقام على 6 مراحل كل مرحلة تمتد 5 أعوام.
وقدم المهندس كمال شرحا لمشروع المثلث الذهبي الذي سيقام على مساحة 2ر2 مليون فدان بين قنا وقفط وسفاجا والقصير وهي منطقة غنية بالثروات التعدينية والمحجرية من ذهب وبازلت وحجر جيري وفوسفات وخام رمال الزجاج الكوليتية.
وعدد وزير البترول الأسبق مقومات المنطقة - التي من المفترض أن تستوعب أكثر من مليوني مواطن - قائلا "إن أهداف المشروع تتمثل في إقامة مشروعات صناعية وفقا لأعلى المعايير العالمية قادرة على المنافسة، وكذلك جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة من خلال توفير الخدمات والمرافق وفقا للمعايير العالمية، وتنمية المجتمع وخلق مجتمعات عمرانية جديدة متكاملة، وتوفير فرص عمل".
ويهدف مشروع المثلث الذهبي - حسب عرض المهندس أسامة كمال - في المؤتمر، الذي حضره أعضاء مجلس النواب عن البحر الأحمر، وأبناء قبائل الجنوب والقيادات الشعبية والتنفيذية - إلى تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة بالمنطقة، مشيرا إلى أن المشروع يتضمن إقامة مدن صناعية حديثة بنسبة 65 % من إجمالي المساحة المخصصة للمشروع البالغة 2ر2 مليون فدان، بينما ستقام مدن سكنية وترفيهية وتجارية بنسبة 35 % من المساحة المخصصة.
واستطرد بالقول: "إن حجم الاستثمارات في هذا المشروع يبلغ 5ر16 مليار دولار؛ يحقق عائدا سنويا ما بين 6 إلى 8 مليارات دولار، ويوفر نحو 350 ألف فرص عمل".
وأوضح أن المشروع له واجهة بحرية تبلغ مساحتها 80 كيلو مترا؛ ما يؤهلها إلى أن تكون منفذا ونقطة اتصال لحركة النقل، مشيرا إلى أن إجمالي 230 مليار طن من الحجر الجيري المستخدم في صناعة الأسمنت موجودة بالمنطقة من إجمالي احتياطي 580 مليار طن من الحجر الجيري على مستوى الجمهورية، كما أن إجمالي الاحتياطي في باطن الأرض من خام الزجاج الكوليتية يبلغ أكثر من 5 مليارات طن، وفي منطقة المثلث الذهبي بها نحو 5ر1 مليار طن.
واختتم الشيخ إبراهيم علي مدير منطقة أسوان الأزهرية المؤتمر بالقول "نطمئن القيادة من هنا أننا سننتصر على أي تحديات أو مؤامرات لأننا في دولة عاصمتها القاهرة التي سميت بهذا الاسم ليست اعتباطا ولكن لأنها قهرت الغزاة والأعداء والأفكار الإرهابية".