الأحد 23 يونيو 2024

خبراء عن «مصر تستطيع بأبناء النيل»: التواصل بين العلماء والمسئولين خطوة لحل المشكلات وتنفيذ التنمية المستدامة.. والدولة بدأت في مواجهة أزمات المياه بـ«التحلية» ومعالجة الصرف

تحقيقات25-2-2018 | 16:32

خبير مائي: التواصل بين المسئولين وعلماء مصر خطوة لحل المشكلات

عباس شراقي: حلول أزمات المياه موجودة والدولة بدأت في التنفيذ

وزير الري الأسبق: مؤتمر «مصر تستطيع» يسعى للوصول لحلول ومواجهة التحديات

 

أكد خبراء ومراقبون تنظيم مصر لمؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل" بأنه خطوة جادة للتواصل بين مصر وعلمائها في الداخل والخارج لإيجاد حلول لمشكلات مصر في ملف المياه، ومواجهة التحديات المستقبلية في هذا المجال وتنفيذ رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، مؤكدين أن هناك حلول بدأت الدولة في تنفيذها من خلال سبل معالجة مياه الصرف وتحلية مياه البحر.

وبدأت اليوم فعاليات مؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل"، الذي تعقده وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج، بمحافظة الأقصر، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبمشاركة وزراء الري والبيئة والإنتاج الحربي وعدد من الخبراء والشخصيات العامة، وحضور 23 عالما من علماء المصريين في الخارج لمناقشة ملف المياه والزراعة والري.

كانت وزارة الدولة للهجرة قد عقدت المؤتمر الأول تحت عنوان "مصر تستطيع بعلمائها" فى ديسمبر 2016، بمشاركة نخبة من العلماء المصريين بالمهجر، وعقد المؤتمر الثاني في يوليو من العام الماضي تحت عنوان "مصر تستطيع بالتاء المربوطة" بمشاركة 31 سيدة مصرية يشغلن مناصب قيادية حول العالم لمناقشة قضايا المرأة.

 

التواصل خطوة لحل المشكلات

الدكتور نور أحمد عبد المنعم، خبير المياه، قال إن اللقاءات المتواصلة بين المسئولين المصريين وعلمائها في الداخل والخارج هي خطوة للتعامل وحل المشكلات المائية المصرية وتنمية الموارد، مضيفا أن مصر يمكن أن تستفيد من النتائج والتوصيات الصادرة عن هذه اللقاءات لحل كل المشكلات المائية التي تواجهها.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن مؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل" الذي تنظمه مصر اليوم يتناول مشاكل مصر المائية تتمثل في النقص والهدر المائي والوعي وترشيد استخدام المياه وكذلك استخدام التكنولوجيا الحديثة في الري والتعاون بين دول حوض النيل في حل المشكلات التي تواجههم، مؤكدا أن التعاون المثمر بين هذه الدول يعود بالنفع على كل الأطراف.

وأكد عبد المنعم أن التوصيات الصادرة عن مؤتمر اليوم يجب أن تترجم على أرض الواقع وتدخل حيز التنفيذ، مضيفا أنه توجه إيجابي من الدولة يجب على مصر الاستمرار فيه وأن تكون لها المبادرة لحل أزمات ملف المياه وبحث زيادة مواردها المائية في إطار التعاون المحلي داخل مصر والإقليمي مع دول حوض النيل وكل دول العالم.

 

حلول عملية

ويؤكد الدكتور عباس شراقي، مدير مركز تنمية الموارد الطبيعية بمعهد بحوث الدراسات الإفريقية، إن علماء مصر في الداخل والخارج لديهم رؤية للتعامل مع المشاكل وأفكارا للحل، مضيفا أن مؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل" له أهمية معنوية لجذب علماء مصر بالخارج وربطهم بالأوضاع في الداخل لمناقشة رؤيتهم وأفكارهم في ملف المياه وهو ما يتطلب إرادة التنفيذ وبالفعل الدولة بدأت في خطط ومشروعات كمعالجة مياه الصرف وتحلية مياه البحر.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن مشكلات نقص المياه حلها يحتاج إلى إمكانيات وبعضها يتطلب العمل خارج حدود الدولة المصرية مثل التعاون مع جنوب السودان لاستكمال قناة جونجلي التي توفر لمصر 20 مليار متر مكعب من المياه وبدأ العمل بها في الثمانينيات ويصل طولها 360 كيلو متر تبقى منها 100 كيلو متر فقط والتي توقفت نتيجة الأوضاع في جنوب السودان.

وأوضح شراقي أن إحياء هذا المشروع وكذلك إقامة مشروعات أخرى مع السودان وإثيوبيا يوفر لمصر حصص من المياه ضخمة، مؤكدا أن مصر لا تواجه أزمة في مياه الشرب إنما في الزراعة التي تستهلك 85% من مياه مصر وهذا يتطلب استخدام مياه أقل في الري بتحديث طرق الري وهو ما يتم في الأراضي الجديدة أمام القديمة تروى بطريقة الغمر.

وأشار إلى أن الأمر يتطلب أيضا صيانة شبكة الترع لتقليل البخر ومحطات المياه لوصول المياه لنهايات الترع، مضيفا أنه يجب مراجعة التركيب المحصولي لأن بعض الزراعات شرهة للمياه كالأرز وقصب السكر والموز، والتوسع في معالجة مياه الصرف الصحي والزراعي والتي تصل لـ13مليارمتر مكعب وهذا توجه تسير فيه الدولة ويتكلف نحو 700 مليار جنيه.

 

تنمية مصر 2030

أما الدكتور حسين العطفي، وزير الري الأسبق، فقال إن الدولة تقوم بجهود كبيرة لمواجهة التحديات التي تواجه مصر ومنها أزمات نقص المياه نتيجة زيادة الأنشطة التنموية والاقتصادية وعدد السكان وزيادة الطلب، مضيفا أن هذه التحديات التي ستقابلنا مستقبلا ما لم يتم اتخاذ إجراءات ووضع حلول لها وأهمها استخدام التكنولوجيا الحديثة.

وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الدول لا يقاس تقدمها بما تمتلكه من موارد إنما بامتلاكها للمعرفة التي تمكنها من تعظيم العائد من هذه الموارد، مضيفا أن مؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل" هو خطوة في هذا الشأن بالتواصل بين علماء مصر في الخارج والمسئولين والوزارات المعنية في الداخل كثالث لقاء من هذه السلسلة التي بدأتها الدولة.

وأضاف العطفي أن المؤتمر يحقق تبادل للخبرات والحلول ما يحول التحديات إلى فرص وبدائل لتنفيذ رؤية مصر 2030 والتنمية المستدامة وطموحات الشعب المصري، مشيرا إلى أن التكنولوجيا الحديثة في تحلية المياه وترشيد الاستخدام وتعظيم الاستفادة من مصادر المياه ومعالجة الصرف كلها تصب في صالح نهضة مصر ورؤيتها للتنمية الشاملة.