الأربعاء 26 يونيو 2024

مدير متحف الآثار بمكتبة الاسكندرية: مصر سبقت العالم في احترام المرأة ومنحها حقوقها كاملة

1-3-2018 | 22:32

 أكد الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الاسكندرية أن المرأة المصرية في مصر القديمة كانت رمانة الميزان، ومركز الدفع والتحفيز على العمل والإبداع وشحذ الهمم والطاقات لدى رجال مصر العظام، مشيرا إلى أن مصر سبقت العالم في احترام المرأة ومنحها حقوقها كاملة.

جاء ذلك خلال حفل توقيع كتابه الجديد " ملكات الفراعنة.. دراما الحب والسلطة "، والذي قدمه عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، وصدر حديثا عن دار نشر أنباء روسيا بالقاهرة، وذلك بمؤسسة الشموع للثقافة والفنون بالمعادي برئاسة الدكتورة لوتس عبد الكريم. 

وأوضح، خلال الحفل، أن كتابه يتناول سير 30 ملكة مصرية منذ الملكة نيت حتب في الأسرة الأولى المصرية القديمة مرورًا بالملكات العظيمات حتشبسوت وتي ونفرتيتي ونفرتاري وتاوسرت وصولاً إلى الملكة المصرية الشهيرة كليوباترا.

وقال إن المرأة في مصر القديمة تمتعت بمكانة عالية وحظت حقوق كثيرة لم تحظ بها مثيلاتها في العالم القديم، بل في العصر الحديث إلا منذ فترة قريبة، وكان دور المرأة في مصر القديمة كبيراً ومهماً للغاية؛ وكانت مساوية للرجل، ومشاركة له في الحياة، وملازمة له في العالم الآخر. 

وأضاف أن المرأة كانت سيدة مجتمعها ووصلت إلى أعلى درجات التقدير فيه، وكانت خير رفيق للرجل في الدنيا والآخرة، وامتازت بالسبق والإبداع والتميز في مجالات عدة، وحملت العديد من الألقاب سواء في البيت أو في القصر أو المعبد أو في المجتمع ، مشيرا الى ان المجتمع المصري القديم شجع على الزواج ونصح الحكماء بالإقدام عليه في سن مبكرة.

وتابع ان المرأة تنوعت أدوارها في مجتمعها منذ بداية الحضارة الفرعونية، وحملت من الألقاب ما يدل على ذلك مثل لقب "نبت بر" أي "سيدة البيت"، مما يدل على عظم المكانة والتقدير الذي حظيت به في بيت زوجها، فكانت تقوم بأعمال بيتها وتساعد زوجها في عمله. 

وأكد أنه منذ عصر مبكر حكمت المرأة البلاد بانفراد مما يدل على عظمة الشخصية المصرية ومدى تحررها وانفتاحها والسماح للملكات بأن يعتلين عرش مصر مثل الرجال، وكان إسهامها في ذلك لا يقل عن إسهام الرجل، كما شاركت المرأة المصرية في الدفاع عن الوطن مما يوضح عظمة الدور الذي من الممكن أن تقوم به النساء في تحرير الأوطان وشحذ همم الرجال من الأبطال كي يعيدوا لمصر كرامتها وعزها. 

واستعرض دور الملكة المناضلة تتي شري في تحرير مصر من احتلال الهكسوس على يد حفيدها الملك أحمس الأول الذي حرر مصر من الهكسوس وطاردهم إلى خارج الحدود المصرية، فكانت تتي شري هي الدافع الأساسي وراء تحرير البلاد من محنة احتلال الهكسوس، مما يوضح عظمة دور ملكات مصر العظيمات في الدفاع عن أرض مصر الخالدة، وتنشئة الملوك الأبطال الجديرين بحكم مصر. واضاف ان أمه الملكة إياح حتب الأولى ساهمت في تسيير الفرق العسكرية، ولعبت دوراً في الدفاع عن طيبة، وحمت مصر واعتنت بها وبالجنود، وقامت بأداء الشعائر، وجمعت الهاربين وأعادت الفارين، وأنزلت السلام والسكينة على مصر العليا، وطردت المتمردين ، مشيرا الى انه عثر ضمن آثارها على عدد كبير من الآثار العسكرية مثل فأس يدوية وخنجر وذبابات ذهبية كانت تُستخدم كأنواط عسكرية مما يؤكد على دورها العسكري الفريد. 

وأشار إلى أن الملكة أحمس-نفرتاري حملت اللقب الديني الكاهنة الثانية للإله آمون، ومن خلال هذا اللقب منحها زوجها أحمس الأول وأبناءها للأبد العديد من الأوقاف، وكذلك منحها اللقب الديني الجديد "الزوجة الإلهية للإله آمون" الذي جلبه لها الكثير من الثروات وهو من الألقاب الجديدة التي ارتبطت فيها نساء البيت المالك بعبادة الإله، موضحا أن لقب الزوجة الإلهية للإله آمون كان يعد لقباً كهنوتياً ليس إلا، ولم تكن حاملة هذا اللقب زوجة فعلية للإله.

ولفت إلى أنه نظراً لأن تحتمس الثالث كان طفلاً، وكانت أمه إيزيس غير مؤهلة للوصاية عليه لأنها ليست من الدم الملكي، قامت المرأة الطموح والقوية الملكة حتشبسوت بالوصاية علي ابن زوجها لفترة ما، ثم داعبها طموحها وبريق السلطة وروعة العرش وإغراء الحكم، فتصرفت كأنها ملك ذكر، وتم ذكرها في النصوص وتصويرها في المناظر في هيئة الملوك من الرجال.

وأضاف أن الملكة حتشبسوت كانت عظيمة العظيمات، وجميلة الجميلات، وأفضل النساء، والمرأة القوية التي هزت الدنيا وغيرت الرياح في اتجاهها، وجعلت الجميع يحنون إجلالاً وتعظيماً لتلك المرأة التي خلبت الجميع بجمالها، وسحرها، وقوة شخصيتها وثراء الأحداث في فترة حكمها اللافت في تاريخ مصر القديمة، وقدرتها الكبيرة على إدارة حكم البلاد.

وأكد أن جميلة الجميلات نفرتاري كانت ملكة قوية ومؤثرة بقوة فى عهد زوجها الملك رمسيس الثاني، ولعبت دوراً كبيراً فى الشئون الدبلوماسية فى الدولة المصرية العريقة؛ نظرا لما كانت تتمتع به من مهارات عديدة مثل فنون الكتابة والقراءة وأصول وفنون علم المراسلات الدبلوماسية، فأفادت بمهاراتها الكبيرة مصر وزوجها، فضلاً عن حبها لزوجها الملك مما جعل من قصة حب رمسيس الثانى ونفرتارى أعظم قصص الحب والعشاق التى خلدها الإنسان فى الحجر والفن قبل أن يخلدها فى فنون الأدب والقول.