افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار ، وهارتوج فيشير ( Hartwig Ficher ) مدير المتحف البريطاني ، مساء اليوم ، معرضا فنياً مؤقتاً تحت عنوان (تصوير مصر على الزجاج : كنوز فوتوغرافية من أرشيف وزارة الآثار) ، والذي يقام في القاعة رقم ( 50 ) بالدور الأرضي بالمتحف المصري بميدان التحرير ، ويستمر شهرين.
حضر الإفتتاح مجموعة من سفراء الدول الأجنبية من بينهم سفير صربيا ، وسفير قبرص ، ومجموعة من مديري المعاهد الأجنبية في مصر ، بالإضافة إلى مجموعة من قيادات وزارة الآثار منهم الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ، والدكتور طارق توفيق المشرف العام على المتحف المصري الكبير ، وصباح عبدالرازق مدير عام المتحف المصري.
وأوضح الدكتور هشام الليثي مدير عام مركز تسجيل الآثار ، في تصريح اليوم ، أن المعرض يضم 21 سلبية زجاجية و 6 لوحات جرافيك تحكي تاريخ التصوير في مصر ومبدعيه ، وذلك من خلال صور تم التقاطها لمصر عبر عدسات أهم المصورين في القرنين الـ 18 و الـ 19 ، كما يسلط الضوء علي طرق الحفاظ على السلبيات الزجاجية في وزارة الآثار ، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الكاميرات القديمة التي كانت تستخدم في أعمال التصوير على الزجاج.
وأشار الى أن المعرض يسلط الضوء على أهم السلبيات الزجاجية التي تم حفظها وتوثيقها من خلال مشروع توثيق مصر (مارس 2017 - أبريل 2018) ، في إطار التعاون بين وزارة الآثار والمتحف البريطاني، وبدعم من صندوق أركاديا.
وأكد أن وزارة الآثار تمتلك أرشيفاً وثائقياً فريداً يحتوي على أكثر من 60 ألف سلبية زجاجية مختلفة المقاسات والأحجام ومحفوظة بمركز تسجيل الآثار المصرية والمتحف المصري بالتحرير ، وعلى أكثر من 100 ألف صورة.
جدير بالذكر أنه مع اختراع التصوير الفوتوغرافي في باريس عام 1839 ، وجد مخترعو التصوير أنه يمكن نسخ الكتابة الهيروغليفية المصورة على المعابد والمقابر في مصر ، وفي نوفمبر 1893 استطاعوا مع التقاط هوراس فيرنت وفريدريك جوبيل - فيسكي ، بعد بضعة أشهر، وتحديداً في السابع من نوفمبر عام 1839 ، أول صورة فوتوغرافية معروفة في مصر من قصر رأس التين بالإسكندرية ، سار بعدها العديد من المصورين على خطاهم واتبعوهم ، فجابوا البلاد شمالاً وجنوباً لتصوير الآثار والمناظر الطبيعية والشعب الذي يسكنها.
وتزامنا مع تأسيس مصلحة الآثار المصرية عام 1858 ، بدأ علماء الآثار بأعمال الحفائر الآثرية في جميع أنحاء البلاد ، واعتمدوا على التصوير الفوتوغرافي كأمر أساسي في توثيق عملهم والقطع الأثرية التي إكتشفوها ، فتعاون البعض منهم مع مصورين راسخين مثل إيبوليت ديلي وإميل بيشار ، الذين تم توظيفهم من قبل أوجست ماريت لإنتاج ألبوم متحف بولاق عام 1872 ، وهو أول كتالوج لمجموعات هذا المتحف.
وقام علماء الآثار الآخرون ، مثل فلندرز بيتري وجورج ريزنر ، بممارسة التصوير الفوتوغرافي بأنفسهم ، وطوّروا تقنياته لتتكيف مع كثرة الرمال وحرارة الشمس التي تواجه جميع أعمال الحفائر في مصر ، ونتج عن أعمال هذا التوثيق في مصر الآلاف من الصور الفوتوغرافية من أربعينات القرن التاسع عشر فصاعداً ، وتم الاحتفاظ بالكثير من تلك الصور على السلبيات الزجاجية بالمتحف المصري بالقاهرة وبأرشيف وزارة الآثار ، وتتضمن هذه السلبيات أعمال المصورين أنطونيو بياتو (نشط 1860-1906) وجابرييل ليكجيان (1870-1890) ، إلا أن معظم المصورين لا يزالون مجهولين ، حيث أن مساهمتهم نادرة حسب ما ذكر في النشر الأثري في ذلك الوقت.