أ ش أ:
أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، صورة من الجو لمبنى متهدم فى سوريا، فى دفاع غير معتاد عن ضربة جوية أمريكية يقول المسئولون إنها قتلت عشرات من عناصر تنظيم "القاعدة" فى مكان اجتماعهم، مقابل ما يؤكده ناشطون على الأرض أن الضربة استهدفت مسجدا وقتلت مدنيين.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم السبت، إنه رغم أن الجدل أبعد ما يكون عن التسوية، فإن صورة البنتاجون تثير تحديات جديدة من الناشطين المحليين الذين يقولون إن البناية كانت جزءا من مجمع دينى فى مدينة حلب السورية، حتى أن بعضهم نشر صورة للتدمير الذى خلفته الضربة الجوية، لتشتعل الروايات المتنافسة.
وأشارت الصحيفة إلى أن البنتاجون لم يذكر أى من قادة القاعدة الذين يعتقد أنهم قتلوا فى الغارة، لكنه أشار إلى أنه ربما يطلق المعلومات علنا بمجرد أن يتلقى تأكيدا.
ونقلت الصحيفة عن المرصد السورى لحقوق الإنسان - مقره لندن - أن الغارة الجوية التى وصفها بأنها "مذبحة"، قتلت 49 شخصا من المدنيين الذين كانوا يحضرون جلسة للتعليم الدينى.
وقال متحدث باسم البنتاجون جيف ديفيس، إن المسئولين راقبوا المبنى لبعض الوقت قبل إطلاق وابل من الصواريخ والقنابل بعد صلاة العشاء أمس الأول الخميس، مضيفا أن عشرات من المسلحين قتلوا فى تلك الغارة على مبنى فى بلدة الجنة بمحافظة حلب السورية.
وحسب الصحيفة، قال ديفيس: "فى هذا الوقت تحديدا، كان الغرض منه (المبنى) استضافة هذا الاجتماع بين عناصر بارزة جدا فى القاعدة".
وذكرت الصحيفة أن المسئولين الأمريكيين شددوا على أن التعليمات العسكرية المعروفة على نطاق واسع، تتيح استهداف المواقع بهجمات بناء على غرض استخدامها فى لحظة معينة، وليس الغرض العام أو حتى الاستخدام النموذجى لتلك المبانى.
وقالت الصحيفة: إن صور التقطها ناشطون سوريون تظهر علامة سوداء خارج بناية مجاورة لا تزال قائمة، والمعروفة بأنها جزء من مسجد عمر بن الخطاب، مكتوب عليها: "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر".
وأضافت أن الصورة التى نشرها "البنتاجون" بالأبيض والأسود، تظهر حفرة سوداء حيث يقف المبنى المدمر، وبناية أخرى مجاورة يبدو أنها لم تصاب بشكل كبير، وكذلك نحو 10 مركبات فى الشارع، وأيضا مسجد صغير على الجانب الآخر من الشارع يبدو أنه سليم.
وقال مسئولو الجيش الأمريكى إن الصورة تم التقاطها خلال 5 دقائق بعد الغارة الجوية، عن طريق طائرات بدون طيار مسلحة بصواريخ، وطائرة حربية واحدة على الأقل مسلحة بقذائف موجهة عبر القمر الصناعى.
وذكرت الصحيفة أن عناصر "القاعدة" والمليشيات الأخرى يعرفون أن قواعد اشتباك الجيش الأمريكى تعيق أى هجمات على مساجد أو مدارس أو مستشفيات دون فحص دقيق من مسئولين كبار، ونتيجة لذلك عادة ما يعمل المسلحون فى هذه الأماكن، على افتراض أن ذلك سيوفر لهم الحماية.