اعتبر رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، أن لبنان يشهد في الفترة الراهنة "عملية اندثار للدولة" التي يفترض أن تهتم بالشأن العام، حيث أصبحت عبارة عن "كعكة" وكل شخص يأخذ قطعة منها.
وأشار السنيورة - خلال كلمته اليوم الخميس أمام منتدى الهيئة الإدارية في اتحاد رجال الأعمال - إلى أن تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية أدى إلى انحسار الثقة بين المواطن والدولة وباقي السياسيين في البلد، "وأصبح كل شخص يعتبر أن الوزارة الفلانية له ومسجلة باسمه أو باسم طائفته أو مذهبه" .. على حد تعبيره
وأضاف: "أصبح الولاء للحزب أو الميليشيا وليس للدولة، فيتغطى كل واحد بطائفته أو ميليشياته بعد أن جرى تقسيم هذه الدولة، وبعد أن ابتعد الجميع عن الدستور الذي لا ينص على أن هناك أي موقع في الدولة حكرا على طائفة معينة أو ممنوع على طائفة أخرى".
وأكد أن قاعدة (الصوت التفضيلي) التي نص عليها قانون الانتخابات النيابية، والتي أجريت وفق النظام النسبي في شهر مايو الماضي، أجهضت أي منافع لهذا النظام في الانتخاب .. موضحا أن كل ناخب قام بانتخاب "ابن مذهبه" على نحو أدى إلى زيادة التشنجات المذهبية.
وقال: "نشهد اليوم انحسار الثقة في الدولة اللبنانية من قبل اللبنانيين، ويفاقمها الشعور بالقلق على الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والسياسية وكفاءة الإدارة، وهو أمر أصبح ضاغطا على أعصاب الناس".. مؤكدا ضرورة إعادة الاعتبار للدولة اللبنانية التي تعمل لصالح اللبنانيين كافة، وأن يكون تولي المسئولية والمناصب خاضع لمعايير الجدارة والكفاءة فقط.
وأشار إلى أن الدستور اللبناني واضح وأن هناك أسبابا حقيقية وجوهرية لعدم ربط رئيس الحكومة المكلف بأي فترة زمنية (خلال عملية تشكيل الحكومة) حتى لا تكون هناك حجة "لدى الذين يريدون إفشاله وإزاحته من الدرب".. لافتا إلى أنه خلال السنوات الماضية كانت تتزايد الفترة الزمنية التي يحتاجها رئيس الوزراء المكلف لتشكيل الحكومة.
وأكد أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري حقق إنجازا كبيرا في مؤتمر سيدر (الخاص بدعم الاقتصاد والبنى التحتية اللبنانية).. مشيرا إلى أن التعهدات المالية التي أسفر عنها المؤتمر مؤجلة إلى حين معالجة الدولة اللبنانية "لترهلاتها والأخطاء الموجودة فيها".. مشددا على أن القيمين على مؤتمر سيدر لم يضعوا شروطا على لبنان، وإنما دعوه إلى إصلاح مؤسساته لكي يكسب ثقة الآخرين "وأن الآخرين سيساعدون لبنان في حال ساعد هو نفسه".