دعا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، الرئيس اللبناني ميشال عون، إلى "المبادرة بإنقاذ عهده بيده، بدءا من تأليف الحكومة الجديدة، وأن ينقذ التسوية الرئاسية الكبرى المهددة في الوقت الراهن".. مؤكدا أنه من الداعمين الأساسيين لـ"عون" وموقع رئاسة الجمهورية، وأنه لا توجد أية مؤثرات خارجية تعرقل تشكيل الحكومة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها "جعجع" اليوم عقب قداس "شهداء المقاومة اللبنانية" الذي أقامه حزب القوات اللبنانية في مقره العام في معراب بحضور عدد من الوزراء وأعضاء المجلس النيابي.
وقال "جعجع" إن الانتخابات النيابية الأخيرة أثبتت، وبشكل لا يقبل الجدل، أن "القوات اللبنانية" يمثل ثلث المجتمع وأن هذا الأمر لا بد من ترجمته في تشكيل الحكومة "ولن نقبل أن يأخذ منا أي أحد ما أعطانا إياه الشعب".
وأضاف: "الواقع في لبنان مزري من ناحية الفساد والمديونية العامة والشلل الاقتصادي واهتراء الإدارة والتدني في المستوى المعيشي والبطالة والهجرة، ولكنه غير ميؤوس منه، ولكن من المؤكد أنه لا يمكن للأيادي التي بالأساس هي من أوصلته إلى هذا الحال إصلاحه، فهو لا يصلحه إلا أياد نظيفة بيضاء لديها التصور والقدرة والنية والخطة".
وأشار إلى أن "العمل النظيف" بإمكانه أن يؤمن كهرباء على مدى اليوم في لبنان، وبتكاليف أقل مما يتم دفعها في الوقت الحالي، وتوفير ملياري دولار سنويا، بما يعادل نصف العجز السنوي في الخزينة العامة للدولة.
وأكد أن حزب القوات اللبنانية داعم أساسي للرئيس ميشال عون في موقع رئاسة الجمهورية "فنحن مساهمون رئيسيون في هذا العهد وبإيصال رئيسه إلى قصر بعبدا، لذلك نعتبر أنفسنا شركاء فيه ومعنيون بإنجاحه وبإنجازاته التي من أبرزها حتى الساعة هو قانون الانتخابات النيابية الجديد.. نحن معنيون جدا بتثبيت مفهوم الرئيس القوي، والذي يمثل ضرورة من أجل التوازن الوطني، وكي نتمكن من ذلك يهمنا أن يكون الرئيس ناجحا ورئيس إدارة حلول لا إدارة أزمات".
وشدد رئيس حزب القوات اللبنانية على أنه لا توجد أية عوامل خارجية أو معادلات طائفية أو حرب صلاحيات تعرقل تشكيل الحكومة، وإنما الأمر مرجعه "العرقلة التي للأسف يقوم بها من يفترض بهم أن يكونوا الأكثر اهتماما بنجاح عهد الرئيس عون".
واعتبر أن هناك من "يتمترسون وراء العهد ويحاولون من جهة تقليص تمثيل حزب القوات اللبنانية من جهة، ووضع اليد على أكبر عدد ممكن من الوزارات بشكل غير منطقي وغير واقعي وغير مقبول من أحد، وهذا كلّه بحجة حصة الرئيس، وهذه التصرفات المماثلة هي التي تضرب العهد وتقوم بعرقلته".
وأكد جعجع أن المصالحة المسيحية بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، قائمة ولم تنته، وأصبحت "جزءا لا يتجزأ من وجود مجتمعنا ودوره الفاعل وتأثيره".
وتطرق إلى ملف النازحين السوريين داخل الأراضي اللبنانية، مؤكدا أن لبنان تحمل أكثر بكثير من قدرته في ما يتعلق بأزمة النزوح السوري، وأصبح من الوجوبي عودة النازحين إلى سوريا، معربا في هذا الصدد عن تأييده لسياسة الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري، وسعيهما الدائم مع المراجع الدولية المعنية من أجل إعادة النازحين.
وتوجه جعجع برسالة إلى حزب الله قائلا: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح المعارك كلها وخسر وطنه.. فما سيبقى لنا في نهاية المطاف هو عائلاتنا وبيوتنا وقرانا وبلادنا لذلك من المهم جدا أن نضع كل جهدنا وتعبنا وعرقنا ودمنا في بلدنا ولأجل بلدنا فقط وليس أي بلاد ثانية أو أي قضية أخرى".
وأضاف: "نحن لدينا قضية واحدة لا ثاني لها وهي أن نهتم بلبنان وننهض به من أجل أن يصبح في مصاف أرقى دول العالم فيصبح اللبناني مرتاحا في بلده، فخورا بهويته، وليس كما هو الوضع الراهن اليوم.. لذلك عودوا إلى لبنان، بكل المعاني وعلى جميع المستويات ونحن جميعا في انتظاركم".