بحث المؤتمر العام الثامن للاتحاد العربي لعمال الغزل والنسيج وصناعة الملابس ، اليوم السبت ، مجمل القضايا النقابية المهنية والاقتصادية والسياسية على الأصعدة النقابية والقومية والدولية في ظل الأحداث الجارية والمتغيرات الاقتصادية وتأثيرها على الطبقة العاملة العربية وعلى الأخص قطاع الغزل والنسيج وصناعة الملابس بالوطن العربى.
وقال عبد الفتاح إبراهيم الأمين العام للاتحاد أن المؤتمر ناقش باهتمام بالغ نتائج الانفتاح الاقتصادي العربي وآثارها على السوق العربية دون وضع ضوابط تشريعية لحماية المنتجات العربية ، فضلا عن نتاج السياسات الجدية والأحداث السياسية والاقتصادية التى تؤثر على الشعوب العربية وبالتالي على الطبقة العاملة.
وأكد المؤتمر أن الأمر يحتاج إلى تفعيل دور النقابات العمالية العربية وتعزيز وحدة الحركة النقابية العربية في إطار عمل الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والعمل من خلاله والاهتداء بمواقفه وأهدافه.
ووجه المؤتمر العام ، في ختام دورته العادية بالقاهرة ، برقية للرئيس عبد الفتاح السيسى لتأييده للعمال ، كما أصدر بيانا حيا فيه نضال العمال العرب ومواقفهم المشرفة ، مؤكدا ضرورة العمل على تشجيع الفلاح العربى على زراعة القطن باعتباره الخامة الرئيسية فى صناعة المنسوجات من خلال دعمه مثلما هو معمول به فى كل دول العالم المتقدمة ووضع أسعار للبيع تشجيعية للفلاح وأيضا خطط تسويقية للأصناف الجديدة لتحقيق عائد مالى وخدمة وزيادة العائد الإنتاجي.
وطالب بدعم مدخلات صناعة الغزل والنسيج فى الوطن العربى لرفع الاستثمار فى هذه الصناعة، بحيث يتم تقديم القطن للمغازل بأقل سعر من السعر العالمى، ووضع خطة لرفع الاستثمار فى شركات الغزل والنسيج الخاصة بكل دولة لرفع كفاءة الأدوات والمعدات لتطوير الانتاج وتحسين جودته ، فضلا عن وضع تشريعات رادعة لحماية المنتجات العربية والعمل على تخفيض الرسوم الجمركية لمحاربة التهريب الجمركي والقضاء على التلاعب فى الفواتير.
كما طالب بضرورة ابرام اتفاقيات مع الدول التى تتعامل مع منطقتنا العربية للتصدى لأى ممارسات خاطئة تؤثر سلباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع التأكيد على حماية الصناعة الوطنية ومحاربة الإغراق ، وتفعيل السوق العربية المشتركة والزام الجميع بالتعاون لتحقيق التكامل العربى وإنعاش الاستثمار والصناعة باعتبار ذلك مصلحة عليا للأمة العربية.
وأكد ضرورة مراقبة البضائع التي تدخل المناطق الحرة الخاصة ووضع مدة زمنية محددة لهذه البضائع داخل هذه المناطق وعدم نقل البضائع إلى المناطق الحرة الأخرى إلا تحت مراقبة شديدة ، فضلا عن العمل على مراقبة البضائع المتنقلة داخل الأقطار العربية تحت مسمى تجارة الترانزيت حتى لا يتم تفريغ هذه البضائع داخل البلدان التي تعبر أراضيها .
وأوصي بضرورة التبادل السلعى بأسعار تنافسية وفتح الأسواق لصناعة الغزل والنسيج ومنتجاتها لدعم الاقتصاديات العربية ، وإنشاء مراكز تدريب للعمالة العربية داخل الأسواق لرفع مستواهم المهارى حتى تستطيع تلبية احتياجات الأسواق وزيادة فرص العمالة العربية لتحل محل العمالة الأجنبية داخل أسواق العمل العربية .
ودعا المؤتمر أطراف الإنتاج إلى وضع الضوابط اللازمة لتنظيم السوق بما يعطى أولوية للإنتاج العربي مع مراعاة ظروف البيئة والذوق العربي ، وذلك أمام الغزو للإنتاج الأجنبي الذي يضر بالصناعة العربية ويوثر سلبياً على سوق العمل من حيث ارتفاع أعداد البطالة فى القوى العاملة لما لها من تأثيرات اجتماعية وسياسية خطيرة على بلداننا العربية.
وعلي الصعيد النقابي العمالي ، دعا المؤتمر إلى ضرورة إشراك النقابات العربية في وضع التشريعات القـانونية وخطط العمل باعتبارهم نقابات مشروعة تستمد شرعيتها من قوانين العمل واتفاقيات العمل العربية والدولية.
كما دعا إلي ضرورة تحرير النقابات من القيود والأغلال، مؤكدا تمسكهم بالحقوق والحريات النقابية التي نصت عليها المواثيق العربية والدولية وحقها في ممارسة نشاطها النقابي بكل حرية، مهيبا بالعمال العرب الانضمام إلى المنظمات النقابية لتعزيز دورها القطري والقومي من أجل حماية حقوقهم ومكتسباتهم ودفاعاً عن مواقفنا العربية وتعزيزها في المحافل الدولية .
وأكد المؤتمر أهمية إقامة علاقات نقابية مع المنظمات الدولية في إطار تكوين حركة نقابية عالمية مبنية على الأسس والمبادئ النقابية التحررية ويساند مشاركة النقابيين العرب فيها بالمؤتمرات والندوات النقابية الدولية على أساس تأييد للمواقف العربية والوطنية والقومية.
ودعا المؤتمر كافة المنظمات النقابية العربية إلى تحمل مسئوليتها في متابعة العمال العرب العاملين خارج الوطن العربي والوقوف معهم ومساندتهم ، وناشد المنظمات بذات البلدان والعاملين فيها الدفاع عنهم باعتبارهم شركاء في العمل والتنمية والعمل على بناء منظماتهم النقابية في بلدان عملهم.
كما دعا إلى ضرورة حرية تشكيل النقابات في البلدان العربية التي لا يوجد بها منظمة نقابية، وتوحيد عقود العمل للعمال بين البلدان العربية ، فضلا عن حـرية تنقل العمالة بين البلدان العـربية، والتكامل الصناعي بين الدول العربية، ودعم النقابة العامة لعمال الغزل والنسيج فى فلسطين من خلال إعداد دورات وورش عمل لتأهيل الكوادر النقابية .
وعلى الصعيد الاقتصادي ، أكد المؤتمر التصدي للهجمة والهيمنة الليبرالية الجديدة بمزيد من النضال النقابي للحفاظ على حقوق العمال ، مطالبا الحكومات العربية والمؤسسات الإنتاجية العربية في تفعيل السوق العربية المشتركة .
وعلى الصعيد السياسي ، أكد المؤتمر مواقفه الثابتة من رفضه لأى تدخل من الدول المعادية في شئون أمتنا العربية ، مجددا رفضه لسياسة التهديد بالقوة واستخدامها في الحصار والغزو والاحتلال، داعيا إلى مقاومة الاحتلال .
وجدد المؤتمر تأكيده على نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة في اقامة دولته على حدود 1967 ، ودعا كافة المنظمات العربية إلى دعم الشعب الفلسطيني وعماله مادياً ومعنوياُ ، وأدان كافة الممارسات اللاإنسانية التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد أعضاء المؤتمر رفض التدخلات الخارجية في شئون الدول العربية ، وخاصة بعد ثورات الربيع العربي وترك الشعوب العربية لتحديد مصيرها وإرادتها فى مستقبل أوطانهم وعدم التعدي على الأمة العربية وحضاراتها الإنسانية والتاريخية وعدم الانصياع للقرارات والإملاءات الأجنبية التى تضر الشعوب العربية وإرادتها.
كما أكد المؤتمر دعم قدسية ووحدة سوريا أرضا وشعبا وحقها في تحرير جميع أراضيها المحتلة وإدانة كافة الأعمال الإجرامية التي قامت بها قوات الاحتلال الاسرائيلي في خلال اعتداءاتها بالصواريخ والطيران وقصفها عددا من المواقع في سوريا ، وكذلك إدانة الأعمال الإجرامية وانسحاب القوات الأمريكية والتركية الغازية من كافة الأراضي السورية.
وأكد المؤتمر دعمه للدول العربية ضد الإرهاب الغاشم الذي يريد تدمير الأخضر واليابس ، وندد بكافة أشكال الإرهاب الغاشم الذي يجتاح أمتنا العربية ، مؤكدا أن الإسلام برئ من هذه الأفعال الشنيعة ، مؤكدا دور الشباب الفعال في تطوير ونهوض الوطن العربي سياسيا واقتصاديا وعماليا ، داعيا الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب الى التضامن مع عمال فلسطين ضد ممارسات الاحتلال الاسرائيلي.
وكان وزير القوي العاملة محمد سعفان قد افتتح المؤتمر صباح اليوم، بمشاركة 12 دولة عربية تحت عنوان "الغزل والنسيج بين الواقع والمأمول"، بحضور جبالي المراغي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، والدكتور أحمد مصطفى رئيس الشركة القابضة، ممثلا عن وزير قطاع الأعمال العام ، وغسان غصن الأمين العام للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب، والدكتور بشارة الأسمر رئيس الاتحاد العمالى بلبنان، فضلا عن ممثل عن الاتحاد العالمي للنقابات ولفيف من القيادات العمالية والتنفيذية بقطاع الغزل والنسيج ومجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر .